بمساعدة من تشاء. وكانت ثمرة طاعتها ولداً وبنتاً. " (٥٤) وقد بينت مدام ماريا تشوجلوكوفا، التي عينتها إليزابث وصيفة لكاترين، للغراندوقة (فيما روته هذه) أن هناك استثناءات هامة لقاعدة الوفاء الزوجي، ووعدتها بأنها تكتم السر إذا اتخذت كاترين عشيقاً، (٥٥) و (" لا ريب في أن هذا الاقتراح المخجل لم يأت من الوصيفة بل من الإمبراطورة ذاتها (٥٦)". وعلينا أن ننظر إلى هذه الأمور في منظور بلاط روسي طال إلفه لملكات عديدات العشاق، وبلاط فرنسي تعود على ملوك متعددي العشيقات، وبلاط سكسوني-بولندي ضم مائة وخمسين طفلاً أنجبهم أوغسطس الثالث.
فهل اقتدت كاترين بهذه المثل إلى درجة الإفراط؟ بعد ولايتها العرش، نعم. أما قبلها فيبدو أنها اقتصرت في قصد رواقي على ثلاثة عشاق-أولهم-بعد زواجها بنحو ست سنوات-سرجي سالتيكوف، الضابط الشاب المفعم حيوية. وتشرح كاترين استجابتها لحبه فتقول:
"إن جاز لي توخي الصراحة .... قلت إنني كنت أجمع بين عقل الرجل ومزاجه، وبين مفاتن المرأة الجديرة بأن تحب، وأرجو الصفح عن هذا الوصف، الذي يبرره صدقه … فلقد كنت جذابة، ومن ثم كان نصف الطريق إلى الإغراء قد قطع فعلاً، ومن الإنسانية الخالصة في مثل هذه المواقف ألا يقف الإنسان في منتصف الطريق .... فالمرء لا يستطيع أن يمسك بقلبه في يده، يحبسه أو يطلقه، يشد عليه قبضته أو يرخيها كما يشاء. " (٥٧)
وفي ١٧٥١ حملت ولكنها أسقطت حملها، وتكررت هذه التجربة المؤلمة في ١٧٥٣. وفي ١٧٥٤ ولدت الطفل الذي صار فيما بعد الإمبراطور بولس الأول. واغتبطت اليزابث، وأهدت كاترين ١٠٠. ٠٠٠ روبل، وأرسلت سالتيكوف لينزوي انزواءاً مأموناً في استكهولم ودرسدن، حيث كان "عابثاً مستهتراً مع جميع النساء اللاتي قابلهن" (٥٨) كما تروي كاترين