للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البروسيين عام ١٧٥٩ أمسكا عن متابعة انتصاراتهما مخافة أن يغضبا بطرس (٥٠) الذي قد يصبح قيصراً في أية لحظة.

وكاد زواجهما أن يصبح صراعاً بين ثقافتين، لأن كاترين كانت تسعى إلى المزيد من التعليم بدراسة الأدب الفرنسي. ويبدو أمراً لا يصدق أن تقرأ هذه الشابة خلال سنيها التسعة وهي غراندوقة أفلاطون وبلوتارخ وتاسيتوس وبيل وفولتير وديدرو ومونتسكيو الذي قالت عن كتابه "روح القوانين" أنه ينبغي أن يكون "كتاب صلوات يومية لكل ملك سليم الإدراك" (٥١) ولا بد أن كتباً كهذه أتت على البقية الباقية من معتقدات كاترين الدينية-رغم أنها واصلت دون توان مراعاتها للطقوس الأرثوذكسية وأعطتها هذه الكتب ذلك المفهوم عن "الاستبداد المستنير" الذي تشربه فريدريك من فولتير قبل ذلك بجيل.

وخلال ذلك (إن صدقنا روايتها المباشرة) "لم يصل زواجي بالغراندوق إلى نقطة الاكتمال" (٥٢) وفي رأي كاستيرا الذي كتب في ١٨٠٠ سيرة لكاترين تنبئ بإطلاع حسن كما تتسم بالعداء لها، أن "بطرس كان يشكو عيباً بدا رغم سهولة إزالته أشد قسوة، ولم يستطع عنف حبه ولا محاولاته المتكررة أن يحققا نقطة الاكتمال في زواجه. (٥٣) وهذه الحالة لها نظير لافت للنظر، وهي حالة لويس السادس عشر وماري أنطوانيت، وربما كان النفور الذي انتهت كاترين إلى الإحساس به نحو بطرس خلال خطبتهما الطويلة قد وضح له وأورثه العنة النفسية. وسرعان ما اتجه إلى نساء أخريات، واتخذ الخليلة تلو الخليلة ممن راودهن الأمل في الحلول محل الغراندوقة كاترين. وفي روايتها أن سنوات الزواج الأولى هذه كانت سنوات شقاء وتعاسة لها. وذات يوم (فيم يروي هوراس ولبول)، حين سألتها الإمبراطورة لم يثمر زواجها، أجابت بأنه ينبغي ألا ينتظر أي ثمر له. وكان هذا في الواقع إعلاناً لعجز زوجها. وأجابت اليزابث بأن الدولة تطالب بالخلف، وتركت للغراندوقة مهمة الحصول على هذا الخلف