للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخامس عشر ومحظياته. وفي تقدير كاستيرا أن الاخوة الخمسة أورلوف تسلموا سبعة عشر مليون روبل، وبوتمكين خمسين مليوناً، ولانسكوي ٧. ٢٦٠. ٠٠٠. وقد ارتدت بعض هذه النفقة إلى روسيا بصورة الخدمة الفعالة، فقد أضاف بوتمكين مثلاً، وهو أكثر عشاقها حظوة وتدليلاً، أقاليم درت على الإمبراطورية الربح الوفير.

ولكن لم كانت تغير وتبدل في عشاقها بهذه الكثرة، حتى أنها اتخذت منهم واحداً وعشرين في أربعين سنة؟ لأن بعضهم أخفق في واجب أو أكثر من واجباتهم المزدوجة، وبعضهم تبين عدم وفائه: وبعضهم مست الحاجة إليه في مواقع بعيدة. من ذلك أن أحدهم، ويدعى ريمسكي كورساكوف، فاجأته في مسكنها بين ذراعي وصيفة شرفها، فاكتفت كاترين بطرده، وتركها آخر يدعى مامونوف لأنه آثر عليها رفيقة أكثر شباباً، وأقالته الإمبراطورة دون أن تنتقم منه. (٢٠) يقول ماسون، "من الخصائص الشديدة الغرابة في خلق كاترين أن أحداً من المقربين إليها لم يجلب على رأسه كرهها أو انتقامها، وإن أساء إليها العديدون منهم، ولم يكن تركهم مناصبهم بسببها. ولم ير الناس قط أحدهم ينزل به العقاب … وفي هذا تبدو كاترين أسمى من جميع النساء. " (٢١)

بعد تولي كاترين العرش احتفظ جريجوري أوزلوف بمكانته المرموقة عشر سنوات، وقد أطرته كاترين في حب فقالت:

"إن للكونت جريجوري عقل النسر، فأنا لم ألق في حياتي رجلاً أوتي فهماً أدق وألطف لأي أمر يضطلع به أو حتى يقترح عليه … ونزاهته تعصمه من أي تهجم عليه … ومن أسف أن التعليم لم يتح له أي فرصة لصقل سجاياه ومواهبه، وهي في الحق فائقة، ولكن حياته العشوائية تركتها كالأرض المرحة. " (٢٢)

ثم كتبت في موضع آخر "أن هذا الرجل كان خليقاً بأن يظل (عشيقها وأثيرها) إلى النهاية لولا أنه كان أول من مل صاحبه. " (٢٣)