جميلاً رائعاً لو استطاعت روسيا الاستيلاء على الآستانة والتسلط على البوسفور. ما نيكيتا بانين، وزير خارجيتها من ١٧٦٣ إلى ١٧٨٠. فقد فكر في طرق لإعلاء نفوذ روسيا في بولندة ومنع هذا البلد الأعزل من الوقوع في براثن بروسيا.
وتأثرت كاترين بحججهم، وأخذت تتحرق شوقاً لأن تبوئ وطنها الثاني مكاناً في السياسة يتفق ومكانها على الخريطة. فلم ينقض عام على تقلدها السلطة حتى انطلقت إلى سياسة خارجية لا ترضى في طموحها بأقل من جعل روسيا الدولة المحورية على القارة. كتبت إلى الكونت كيزرلنج، سفيرها في وارسو تقول "أقول لك أن هدفي أن أرتبط بروابط الصداقة مع جميع الدول، في تحالف مسلح، حتى أستطيع على الدوام أن أقف في صف مظلوم، وبهذا أصبح الحكم لأوربا (٧٠).
وأنت عليها فترات كانت فيها قاب قوسين من هدفها هذا. وآية ذلك أنها سحبت روسيا من حرب السنين السبع فإنها في الوقع حسمت ذلك الصراع الذي شمل القارة كلها لصالح فردريك. وفي عام ١٧٦٤ أبرمت مع فردريك معاهدة كانت نذيراً بتقطيع أوصال بولندة. ثم استغلت حاجة الدنمرك إلى تأييد روسيا لها ضد السويد لتهيمن على سياسة الدنمركيين الخارجية. وفي عام ١٧٧٩ كانت حكماً بين فردريك ويوزف في معاهدة تشن، وأصبحت حامية الدستور الإمبراطوري الألماني. وفي ١٧٨٠ ربطت الدنمرك والسويد وبروسيا والنمسا والبرتغال بالروسيا في "عصبة حياد مسلح" لحماية السفن المحايدة في الحرب الدائرة بين إنجلترة ومستعمراتها الأميركية، فتقرر ألا تتعرض السفن المحايدة للهجوم من أي من الطرفين المحاربين ما لم تحمل ذخائر حربية؛ وأن الحصار لكي يكون شرعياً ولكي يحترم يجب أن يكون حقيقياً لا مجرد إعلان على الورق.
وقبل أن قلبت الأحلاف ذلك القلب الثاني بزمن طويل بدأ الصراع الطاحن على التسلط على البحر الأسود. وقد نشأت أول حروب كاترين