التركية نتيجة ثانوية غريبة لغزوها بولندة. ذلك أنها كانت قد أرسلت هناك جيشاً لإعانة غير الكاثوليك في كفاحهم لنيل حقوق متساوية من الأغلبية الكاثوليكية؛ وحمل الكاثوليك سفيراً بابوياً على أن يفهم تركيا أو فرصتها حانت لتهاجم روسيا؛ وأيدت فرنسا الاقتراح، وحرضت السويد وخان القرم على الانضمام للهجوم (٧١). وحزن فولتير على إمبراطورته التي أحدق بها الخطر. وكتب إليها يقول "إن تجنيد سفير بابوي للأتراك في حربه الصليبية عليك لموضوع جدير برواية هزلية إيطالية عنوانها "مصطفى الحليف الفاضل للبابا! "، فالموقف كاد يغريه بأن يكون مسيحياً. لا بل أنه في خطاب أرسله إلى كاترين في نوفمبر ١٧٦٨ اقترح عليها حرباً مقدسة على الكفار.
"إنك تكرهين البولندين على أن يكونوا متسامحين سعداء على الرغم من سفير البابا، ويبدو أنك تلقين من السماء عنفاً. فإذا شنوا عليك الحرب فربما تبلورت فكرة بطرس الأكبر في جعل الآستانة عاصمة للإمبراطورية الروسية … وفي ظني أنه لو قدر على الأتراك أن يطردوا من أوربا يوماً فسيكون هذا على أيدي الروس … فليس يكفي لإذلالهم؛ بل يجب ردهم إلى موطنهم إلى الأبد (٧٢).
ورفضت السويد أن تشارك في الهجوم على روسيا، ولكن تتار القرم اجتاحوا مستعمرة "الصرب الجديدة" الروسية، الحديثة، (يناير ١٧٦٩). وزحف جيش تركي عدته ١٠٠. ٠٠٠ مقاتل صوب بود وليا لينضم إلى جيش الاتحاد البولندي. ورفضت كاترين أن تسحب قواتها من بولندة. وجردت ثلاثين ألف مقاتل يقودهم ألكسندر جولتسين وبيوتر روميا نتسيف لهزيمة التتار ورد الترك؛ فلما قيل لها إن عدد هؤلاء الترك هائل أجابت "إن الرومان لم يكونوا يعبأون بكثرة إعدامهم، إنما كانوا يسألون، أين هم؟ "(٧٣). ورد التتار على أعقابهم، واستولى الروس على آزوف وتاجانروج شمالي الدون؛ وهزم سبعة عشر ألف روسي ١٥٠. ٠٠٠ تركي في كاجول (١٧٧٠) وتقدم روميانتسيف حتى بلغ بوخارست، حيث استقبله السكان الأرثوذكس