"كانت في ١٧٨٠ لا تزال حسنة الصورة، وفي استطاعة الناظر إليها أن يستنتج أنها كانت فيما مضى رائعة الجمال أكثر منها وسيمة. ولم يكن بالمرء حاجة إلى فراسة ليقرأ على جبينها، كما يقرأ في كتاب، العبقرية والعدالة والشجاعة ةالعمق ورباطة الجأش ولطف الطبع والهدوء والتصميم. وقد اكتسب صدرها الجميل على حساب خصرها الذي كان يوماً ما شديد النحول؛ ولكن الناس عادة يسمنون في روسيا … ولم يلحظ المرء قط أنها قصيرة القامة"(٨٢).
وقد صورها كاستيرا في كتابته عنها عقب موتها بأنها كانت ترتدي ثوباً أخضر في احتشام. "كان شعرها المبدر ببودرة خفيفة، يطفو على كتفيها، وتعلوه قلنسوة صغيرة مرصعة بالماس. وفي سنيها الأخيرة ألفت أن تستعمل قدراً كبيراً من الروج، لأنها كانت لا تزال تطمع في ألا تسمح لآثار الزمن أن تبدو على وجهها، ومن المحتمل أن هذا الطموح وحده هو الذي دعاها للعيش بمنتهى الاعتدال"(٨٣).
كانت مغرورة، واعية في غير مواربة بثقافتها وسلطتها. قال يوزوف الثاني لكاونتز "إن الغرور معبودها، وقد أفسدها الحظ وثقافتها المسرفة"(٨٤). وفي رأي فردريك الأكبر أن كاترين لو كانت تراسل الله لا دعت لنفسها مرتبة مساوية له على الأقل (٨٥). ومع ذلك كانت تتحدث إلى ديدرو كما يتحدث "رجل إلى رجل"، ورجت فالكونيه أن يسقط من حديثه لها عبارات المجاملة. وكانت "باستثناء بعض جرائم القتل المحتملة ومذابح الحرب المبررة) لا تقل لطفاً وأنساً عن تشارلز الثاني ملك إنجلترة أو هنري الرابع ملك فرنسا. وفي كل يوم كانت تلقى من نوافذها الخبر لآلاف الطيور التي تجيئها بانتظام لتطعم (٨٦). وفي سنوات ملكها الأخيرة كانت تطلق العنان بين الحين والحين لنوبات غضب لا تليق بصاحبة السلطان المطلق، ولكنها حرصت على ألا تصدر أمراً أو توقع ورقة وهي في هذه النوبات البركانية، وسرعان ما أخذت تشعر بالخجل من هذه التفجرات، وأخذت