للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بالبرونز تمثالاً لبطرس الأكبر ممتطياً جواده. وكان قد جلب معه شابة تدعى ماري-آن-كوللو، كانت النموذج لرأي التمثال الضخم. وتحدى فالكوفيه قوانين الفيزياء بتمثيله الحصان يقفز في الهواء، وقائمتاه الخلفيتان فقط تلمسان أرضاً صلبة، وهي صخرة ضخمة جلبت من كاريليا لترمز إلى المقاومة الهائلة التي تغلب عليها بطرس؛ وتحقيقاً للتوازن أظهر فالكونيه حية نحاسية-رمزاً للحسد-تلدغ ذيل الحصان. وقد احتفظت هذه الرائعة الفنية بتوازنها بينما تغيرت سانت بطرسبرج إلى بتر وجراد ثم إلى لننجراد. واستغرق فالكونيه في هذا العمل وقتاً أطول مما توقعته كاترين؛ ففقد اهتمامها به، وأهملت المثال، فعاد إلى باريس وقد خاب أملها فيه، وفي روسيا، وفي الحياة.

وفي ١٧٥٨ وفد نيكولا-فرانسوا جييه من فرنسا ليعلم النحت في الأكاديمية. وقد نبغ ثلاثة من تلاميذه في عهد كاترين: تشوين وكوزلوفسكي وشخيدرين. أما تشوين فقط كلفه بوتمكين بنحت تمثال "كاترين الثانية" لقاعة نصر نارويدا المقببة (الروتندا)؛ وقد وصف الخبراء التمثال بأنه "عديم الحياة بارد (١٠١) "، وكذلك يبدو التمثال الذي نحته تشوين لبوتمكين. أما كوزلوفسكي فقد انتهى إلى مثل هذا الجمود في المقبرة التي نحتها للمرشال سوفوروف، وحتى في تمثاله لإله الحب كيوبيد. أما شيخدرين فجل أعماله أنتجها في عهد ألكسندر الأول: فإلى عام ١٨١٢ ينتمي تمثاله المسمى "الكرتيدات يسندن الكرة السماوية"-وترى فيه امرأة تحمل الدنيا-وقد تخصص إيفان بتروفتش مارتوس في التماثيل الجنائزية، وحفلت الجبانات في بطرسبرج بتماثيله "الباكية"؛ وقد قيل عنه أنه "أبكى الرخام" وقد تخلف النحت الوطني إلا في تقليده للطرز الأجنبية. وكانت الكنائس الأرثوذكسية تحرم التماثيل وقنع النبلاء بالفنانين الذين يعثرون عليهم بين أقنانهم.

ولكن المعمار ازدهر في عهد كاترين، لأنها صممت على أن تترك بصمتها على عاصمتها. قالت "إن المباني العظيمة تعلن عظمة الحكم ببلاغة لا تقل عن بلاغة الأعمال العظيمة" (١٠٢). وكتبت في ١٧٧٩ تقول "أنت تعلم أن هوس البناء أقوى اليوم عندنا مما كان في أي وقت مضى، ولم يهدم