للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الحجرات حديثة الزخرف؛ ولم أمل قط طوال الأسابيع التسعة الأخيرة من تأملها" (١٠٦). وحول هذا القصر خططت لها حديقة بالطراز "الطبيعي" و "الإنجليزي وصفتها في خطاب إلى فولتير فقالت: "إنني الآن أهيم حباً بالحدائق الإنجليزية الطراز، بخطوطها القصيرة، والمنحنية، ومنحدراتها المدرجة في رفق، وبركها وبحيراتها … إنني شديدة النفور من الخطوط المستقيمة؛ وباختصار أقول أن الهوس الإنجليزي (الانجلومانيا) يسيطر على هوسي بالنبات" (١٠٧). وقد بنى كاميرون لولدها بولس وزوجته الثانية الفاتنة في بافلوفسك (وهي ضاحية أخرى من ضواحي العاصمة) قصراً بطراز الفيلات الإيطالية؛ هنا حفظ الغراندوق وماريا فيود وروفنا التحف التي جمعاها في رحلاتهما في غرب أوربا.

ومن إيطاليا أقبل أنطونيو رينالدي، الذي بنى قصرين باذخين أهدتهما كاترين لجريجوري أورلوف، قصر الرخام على نهر نيفا، وقصر جاتشينا قرب تسارسكوسيلو، الذي أصبح المسكن المفضل عند بولس الأول. ومن جاء جاكومو كورانجين الذي استهوته المعابد اليونانية في باسيتوم وروائع باللاديو في قتشنتشا. وفي ١٧٨٠ عرض على كاترين عن طريق جريم تصميمات ونماذج لأبنية شتى كان يؤمل تشييدها. وافتتنت بها كاترين ومنذ ذلك التاريخ حتى ١٨١٥ شيد كورانجي في سانت بطرسبرج أو على مقربة منها العدد الوفير من المباني بالطراز الكلاسيكي، مسرح الأرميتاج، ومعهد سمولني (الذي ألحقه بدير سمولني في راستريللي)، ومصرف الإمبراطورية، ومصلى الطريق المالطية، والقصرالإنجليزي في بيتر هوف، وقصر ألكسندر في تسارسكو سيلو. وقد صمم هذا القصر لحفيد كاترين الذي أصبح فيما بعد ألكسندر الأول، والذي انتقل إليه في ١٧٩٣، بعد الفراغ من تشييده بعامين. "إنه من روائع معمار القرن الثامن عشر" (١٠٨) (١).


(١) كان القصر المفضل لدى القيصر نيقولا الثاني: ومنه فر إلى سيبيريا والموت في ١٩١٧. وقد حوله السوفييت متحفاً. ولحقت به أضرار بالغة في الحرب العالمية الثانية. ولكنه رمم.