أضافت ٢٠٠. ٠٠٠ ميل مربع لمساحة روسيا، وفتحت ثغوراً جديدة لتجارة روسيا، وزادت السكان من تسعة عشر إلى ستة وثلاثين مليوناً. وكانت عديمة الضمير في دبلوماسيتها- ربما أكثر قليلاً من معظم حكام ذلك العهد في ابتلاعها بولندة.
أما أعظم منجزاتها فهو مواصلتها جهود بطرس الأكبر لإدخال روسيا في نطاق الحضارة الغربية. وبينما كان بطرس يفكر في هذا الهدف بلغة التكنولوجيا، كانت كاترين تفكر فيه أولاً بلغة الثقافة، فاستطاعت بقوة شخصيتها وشجاعتها أن تنتزع الطبقات المتعلمة في روسيا من العصور الوسطى وتدفعها إلى فلك الفكر الحديث في الأدب والفلسفة والعلوم والفنون. وكانت بين أندادها من الحكام المسيحيين (باستثناء فردريك الثاني غير المسيحي) سباقة إلى توطيد التسامح الديني. وقد عقد مؤرخ فرنسي مقارنة فضلها فيها على الملك الأعظم (لويس ١٤) قال "إن سماحة كاترين، وبهاء حكمها، وفخامة بلاطها ومنشآتها، وآثارها، وحروبها-هذا كله كان بالنسبة لروسيا بالضبط ما كأنه عصر لويس الرابع عشر بالنسبة لأوربا. غير أن كاترين إذا نظرنا إليها كفرد وجدناها أعظم من هذا الملك. ذلك أن الفرنسيين هم الذين بنوا مجد لويس، أما كاترين فهي التي بنت مجد الروس. ولم يتح لها كما أتيح له ميزة حكم شعب مهذب، ولا أحيطت منذ طفولتها بشخصيات عظيمة مثقفة"(١١٦).
وفي تقدير مؤرخ إنجليزي أن كاترين "هي الحاكمة الوحيدة التي فاقت اليزابث ملكة إنجلترة كفاءة، وهي تعدلها من حيث الأهمية الباقية لأعمالها"(١١٧). وقال مؤرخ ألماني "كان كل ما فيها "كائناً سياسياً"، لا ضريب لها من جنس النساء في التاريخ الحديث، ولكنها في الوقت ذاته امرأة خالصة، وسيدة عظيمة"(١١٨)، ويجوز لنا أن نطبق عليها المبدأ السمح الذي وضعته جوته: كانت عيوبها عدوى انتقلت إليها من جيلها أما فضائلها فكانت من صنعها هي. "