مقاتل فقط. فهزم بخسائر فادحة، والتمس الموت في المعركة، ولكن الموت راغ منه؛ وتقهقرت فلول البولنديين إلى وارسو. وفي ١٥يونيو استولى البروسيون على كراكاو؛ وفي ١١ أغسطس استعاد الروس فلنو؛ وفي ١٩ سبتمبر أبادت قوة روسية من ١٢. ٥٠٠ من الجنود المتمرسين بالقتال بقيادة سوقوروف جيشاً بولندياً من ٥. ٥٠٠ مقاتل عند تريسابول؛ وفي ١٠ أكتوبر هزم ١٣. ٠٠٠ روسي كوتشيوسكو نفسه وهو يقود ٧. ٠٠٠ بولندي عند ما سيسجويس، وجرح جرحاً خطيراً وأسر. ولم يفه كما زعمت الأسطورة بصرخه اليأس "لقد قضى على بولندة! " ولكن الهزيمة كانت قاضية على الثورة الباسلة.
أما سوفوروف فقد وحد مختلف الجيوش الروسية واقتحم معسكر البولنديين الحصين في براجا، وراح جنوده الذين أصابهم جنون المعركة يذبحون لا المدافعين فقط بل سكان البلدة المدنيين. وسلم بونياتوفسكي وارسو تفادياً لمذبحة أشد بشاعة. وأرسل سوفوروف كوتشيوسكو وغيره من زعماء الثوار إلى حيث السجن في سانت بطرسبرج، وأرسل الملك إلى جرودنو ليكون رهن إشارة الإمبراطورة. وهناك، في ٢٥ نوفمبر ١٧٩٥، وقع على اعتزاله الملك. وتوسل إلى كاترين أن تبقى على جزء من بولندة، ولكنها صممت على أن تحل المسألة البولندية بالقضاء على الأمة البولندية كما ظنت. وبعد خمسة عشر شهراً من النزاع، وقعت روسيا وبروسيا والنمسا معاهدة التقسيم الثالث (٢٦ يناير ١٧٩٧) واستولت روسيا على كورلاند ولتوانيا وغربي بودوليا وفولينيا-١٨١. ٠٠٠ ميل مربع؛ واستولت النمسا على "بولندة الصغيرة" بما فها من كراكاو ولودلن-٤٥. ٠٠٠ ميل مربع؛ وأخذت بروسيا الباقي بما فيه وارسو-٥٧. ٠٠٠ ميل مربع. وفي التقسيمات الثلاثة كلها استوعبت روسيا نحو ٦. ٠٠٠. ٠٠٠ من سكان بولندة البالغين ١٢. ٢٠٠. ٠٠٠ نسمة (١٧٩٧)، والنمسا ٣. ٧٠٠. ٠٠٠، وبروسيا ٢. ٥٠٠. ٠٠٠ نسمة.