ورحب الزعماء الفرنسيون بمقترحاته، ولكن نشوب الحرب مع إنجلترة (فبراير ١٧٩٣) وغزو الحلفاء لفرنسا، قضيا على كل أمل في تقديم العون لبولندة.
وفي غياب كوتشيوسكو جند بعض المواطنين والماسون الأحرار وضباط الجيش جيشاً بولندياً جديداً (مارس ١٧٩٤). وهرع كوتشيوسكو من درسدن إلى كركاو لينضم إليه، فعين قائداً أعلى وأعطى سلطات مطلقة، وأمر كل خم بيوت في بولندة أن توافيه بجندي من المشاة، وكل خمسين بفارس، وأمر هؤلاء المجندين بأن يأتوا بما يجمعونه من سلاح، حتى المعاول والمناجل. وفي ٤ أبريل هاجم بأربعة آلاف مقاتل نظامي وألفي فلاح مجند قوة عدتها سبعة آلاف روسي في راتسلافيس قرب كراكاو، وهزمها بفضل براعة قيادته من جهة وفاعلية مناجل الفلاحين من جهة أخرى.
فلما سمع فريق الرايديكاليين أو "اليعقوبيين" في وارسو بهذا النصر نظم رجاله عصياً مسلحاً انضم إليه الزعماء من الطبقة الوسطى في تردد. وفي ١٧ أبريل هاجم هؤلاء الثوار الحامية الروسية المؤلفة من ٧. ٥٠٠ مقاتل، وقتلوا الكثيرين منهم، وهزموا فرقة بروسية من ١٦٥٠ جندي، وهربت قوات الاحتلال، وخضعت وارسو لحظة للسيطرة البولندية. وحررت انتفاضة كهذه مدينة فلنو (٢٣ أبريل) وشنقت هتمان (زعيم) لتوانيا الأكبر، واستردت أجزاء من بولندة حتى منسك تقريباً. وفي ٧ مايو وعد كوتشوسكو الإقنان بعتقهم، وكفل لهم تملك الأرض التي يزرعونها. وانضوى تحت لوائه خلق كثير من المتطوعين والمجندين حتى اجتمع له في يونيو ١٧٩٤ (١٥٠. ٠٠٠) رجل لم يكن منهم حسن التجهيز أكثر من ٨٠. ٠٠٠.
على هؤلاء تدفقت الموجات المتتالية من الجنود الروسية أو البروسية المدربة. وفي ٦ يونيو فاجأ جيش متحالف من ٢٦. ٠٠٠ مقاتل البولنديين قرب تشيكوسيني، ولم يتح لكوتشيوسكو من الوقت إلا ما يجلب فيه ١٤. ٠٠٠