متساو في كل معزوفاته"، على أن بيرني يضيف إلى ما ذكر أنه في بعض الفقرات الصعبة، … اضطر جلالته-على عكس ما تقتضيه القواعد-أن يلتقط نفسه ليكمل الفقرة (٧)(١).
وفي سنوات لاحقة أكرهه ازدياد النهج وفقدان عدة أسنان على الإقلاع عن العزف على الناي، ولكنه استأنف دراسة الكلافير.
وكانت الفلسفة هوايته المحببة بعد الموسيقى. كان يحب أن يشاركه مائدته فيلسوف أو اثنان ليسلخ جلد القساوسة ويستفز قواد الجيش. وكان ثابت القدم كفؤاً لفولتير في رسائله معه. وقد بقي على شكوكيته في حين اعتنق معظم جماعة الفلاسفة العقائد الجازمة والخيالات الشاطحة. وكان أول حاكم في العصور الحديثة يجهر بلادينيته، ولكنه لم يهاجم الدين علناً. وذهب إلى أن "لدينا من درجات الأرجحية ما يكفي لبلوغ اليقين بأن "لا شيء بعد الموت"(٩)، ولكنه رفض حتمية دولباخ وأكد (كرجل هو الإرادة المتجسدة) أن العقل يؤثر على الأحاسيس على نحو خلاق، وأن في استطاعة العقل أن يسيطر على دوافعنا الفطرية بالتعليم (١٠) أما حب الفلاسفة إليه فهم (صديقي لوكريتيوس … وإمبراطوري الطيب ماركوس أوريليوس"؟ وعنده أن أحداً لم يضف إليهما شيئاً ذا بال (١١).
وقد اتفق مع فولتير على الاعتقاد بأن "الجماهير" تسرف في إنسالها وتفرط ف كدها بحيث لا يتسع لها الوقت للتعليم الحقيقي. ولن يجدي تبصيرها بأوهام اللاهوت إلا في دفعها إلى العنف السياسي. وهو يقول في هذا "إن التنوير نور من السماء للواقفين على القمم، وجمرة مدمرة للجماهير" (١٢)،
(١) في ١٨٨٩ نشر براتكويف وهرقل ١٢٠ قطعة موسيقية من تأليف فردريك الأكبر. وقد سجل عدد منها على أقراص. وقد أحييت سنفونيته في مقام D لنايين وأوركسترا في بريلن عام ١٩٢٨ وفي نيورك عام ١٩٢٩. (٨)