اضطربت به البلاد بين حرب السنين السبع والثورة الفرنسية. فكثرت الكتب والجرائد والمجلات والمكتبات المتنقلة وأندية القراءة كثرة ملؤها الحماسة. وانبثقت الحركات الأدبية العديدة، ولكل منها أيديولوجيتها ومجلتها وقادتها. وكانت أول جريدة يومية ألمانية "داي لبتزج ذيتونج" قد بدأت عام ١٦٦٠، فلم يحل عام ١٧٨٤ حتى كان هناك ٢١٧ جريدو يومية وأسبوعية في ألمانيا. وفي ١٧٥١ بدأ ليسنج يحرر القسم الأدبي من "فوسيك ديتونج" في برلين؛ وفي ١٧٧٢ أصدر ميرك وجوته هردر "أنباء فرانكفورت الأدبية؛ وفي ١٧٧٣ - ٨٩ جعل فيلاند من "در تيوتش مركر" أكثر المجلات الأدبية في ألمانيا نفوذاً. وكان هناك ثلاثة آلاف مؤلف ألماني في ١٧٧٣، وستة آلاف في ١٧٨٧، وفي ليبزج وحدها ١٣٣. وكثيرون منهم كانوا كتاباً يعملون بعض الوقت. وربما كان ليسنج أول ألماني تعيش من الأدب سنين كثيرة. وكان جل المؤلفين فقراء، لأن حق التأليف لم يحمهم إلا دخل إماراتهم؛ واختزلت الطبعات المسروقة أرباح المؤلف والناشر على السواء اختزالاً شديداً. وقد خسر جوته من كتابه جوتز فون برليشنجن وكان ربحه ضئيلاً من قصته "آلام فرتر"، وهي أعظم انتصار أدبي لذلك الجيل. ويعد تفجر الأدب الألماني أحد الأحداث العظمى في النصف الثاني من القرن الثامن عشر. فحين كتب دالامبير من بوتسدام في ١٧٦٣ لم يجد في المطبوعات الألمانية شيئاً يستحق الذكر (٥٧)؛ ولكن ما وافى عام ١٧٩٠ حتى كانت ألمانيا تنافس فرنسابل ربما تبزها في العبقرية الأدبية المعاصرة. وقد لاحظنا احتقار فردريك للغة الألمانية لأنها جشاء غليظة تؤذيها الحروف الساكنة؛ ومع ذلك فإن فردريك نفسه، بهزيمته الرائعة لهذا العدد الكبير من أعدائه، قد ألهم ألمانيا العزة القومية التي حفزت الكتاب الألمان على استعمال لغتهم والوقوف أنداداً لأمثال فولتير وروسو. فلم يحل عام ١٧٦٣ حتى كانت الألمانية قد هذبت نفسها وأضحت لغة أدبية مستعدة للتعبير عن حركة التنوير الألماني.
ولم يكن هذا التنوير وليداً بتولياً. فهو الثمرة المؤلمة التي تمخضت عنها الربوبية الإنجليزية مقترنة بالتفكير الحر الفرنسي