مكاناً لأحداثها مدينة أورشليم أبان الحملة الصليبية الرابعة. وأما ناثان هذا فتاجر يهودي ورع له زوجة وسبعة أبناء يذبحهم المسيحيون الذين أتلفت الحرب الطويلة أخلاقهم. وبعد ثلاثة أيام يأتيه راهب بطفلة مسيحية ماتت أمها لتوها، وكان أبوها-الذي قتل في المعركة مؤخراً-قد أنقذ ناثان من الموت في مناسبات عديدة. ويسمي ناثان الطفلة ريكا، ويربيها وكأنها ابنته. ولا يلقنها إلا التعاليم الدينية التي يجمع عليها اليهود والنصارى والمسلمون.
وبعد ثمانية عشر عاماً، وبينما كان ناثان غائباً لقضاء بعض مصالحه، احترق بيته؛ وينقذ فارس شاب من فرسان المعبد ريكا ثم يختفي دون التعريف بشخصه؟ وتحسبه ريكا ملاكاً معجزاً. ويبحث ناثان بعد عودته عن المنقذ ليكافئه، فيسبه هذا لأنه يهودي، ولكن ناثان يقنعه بالمجيء لتقبل شكر ريكا وعرفانها. فيحضر، ويقع في غرامها وتبادله الحب، ولكنه حين يعرف أنها مسيحية المولد ولم ترب كمسيحية يساءل نفسه ألا يلتزم بيمين الفروسية بتبليغ الأمر إلى بطريرك أورشليم. ثم يشرح مشكلته للبطريرك دون ذكر أسماء الأفراد، ويحدس البطريرك أنهما ناثان وريكا، فيقسم أنه قاتل ناثان لا محالة. ثم يرسل راهباً ليتجسس على اليهودي، ولكنه هو الراهب ذاته الذي جاء بريكا إلى اثنان قبل ثمانية عشر عاماً؛ وقد لحظ طوال هذه السنين حكمة التاجر المشربة بالعاطفة، فيخبره بالخطر الذي يتهدد حياته، ويحزنه ذلك الحقد الديني الذي يجعل الناس قتلة سفاكين للدماء إلى هذا الحد.
ثم يقع صلاح الدين، حاكم القدس الآن، في ضائقة مالية. فيرسل في طلب ناثان بأمل الاقتراض منه. فيحضر ناثان، ويفطن إلى حاجة صلاح الدين، فيعرض السلفة قبل أن تطلب منه. أما السلطان، العليم بما اشتهر به ناثان من حكمة، فيسأله أي الأديان الثلاثة أفضل في رأيه. ويجيب ناثان بقصة حورها بحكمة من القصة التي رواها بوكاشيو ونسبها لملكي صادق اليهودي الاسكندري. تقول القصة إن خاتماً نفيساً كان يتوارثه جيلاً بعد جيل دليلاً