من الأدب الخصيب الخيال جعلت النصف الثاني من القرن الثامن عشر في ألمانيا مذكراً بحرارة إنجلترة وخصوبة إنتاجها على عهد اليزابث. فكثرت مجلات الشعر، التي عانت قصر العمر المألوف، وكتب يوهان هاينريش فوس قصة رقيقة بالشعر سماها "لويزة"(١٧٨٣ - ٩٥) فضلاً عن قيامه بترجمة هومر وفرجل وشكسبير، وقد كسبت هذه القصة محبة الألمان وحفزت جوته لينافسها. وظفر سالومون جسنر بقراء دوليين أقبلوا على غنائياته الرقيقة ورعوياته النثرية. ومس ماتياس كلوديوس قلوب مائة ألم أم بأغانيه الريفية عن الحياة العائلية، مثل أغنيته المسماة "تهويدة تغني على ضوء القمر":
نامي الآن يا صغيرتي!
لم تبكين؟
ناعمة هي الراحة،
وحلوة في ضوء القمر.
وسيقبل النعاس عما قليل
وبلا ألم.
إن القمر يفرح بالأطفال
ويحبك (٨٥).
أما جوتفريد بورجر فقد أوتي كل فضائل لعبقرية الرومانسية. كان ابناً لراعي كنيسة، وأرسل إلى خاله في جوتنجن ليدرس القانون، ولكن حياته الفاجرة أفضت إلى تركه الكلية. وفي ١٧٧٣ نال غفران جميع الناس لخطاياه بقصيدته الشعبية "لينوره". وحبيب لينوره هذه يرحل مع جيش فردريك إلى حصار براغ. وفي كل صباح تنتفض من أحلامها وتسأله "يا فلهلم، أأنت عديم الإيمان، أم أنت ميت؟ وإلى متى يبطئ قدومك؟ " وتضع الحرب أوزارها، ويعود الجند، ويلقاهم الزوجات والأمهات والأبناء بالفرح والشكر لله: