سنين طوالاً دون أن تزينه رسوم من صنعه. وفي أروع محفوراته صور أسرته: فصور نفسه ومكب على عمله، وزوجته تشرف في اعتزاز على أبنائه الخمسة، ثم جدران البيت تكسوها الصور. ورسم بالطباشير الأحمر صورة لوته (شارلوته) كستز، التي أحبها جوته وفقدها. وترى في عمله رشاقة في الخط ورقة في الشعور تميزه عن هوجارت، الذي كثيراً ما قورن به لكثرة ما صوره من مناظر الحياة المألوفة؛ ولكنه استنكر بحق هذه العلاقة ما قورن به لكثرة ما صوره من مناظرالحياة المألوفة؛ ولكنه استنكر بحق هذه العلاقة. وكثيراً ما استلهم فاتو؛ وفي صورته "لقاء في حديقة الحيوان (٩٩)، ترى ولع فاتو بالهواء الطلق وتموج ثياب النساء الخلاب.
وقد ترك أنطون جراف صورة لشودو وفيكي (١٠٠) -يفيض ابتسامات وقصاً ولحماً مكتنزاً-وصورة لنفسه (١٠١) وهو يتطلع من فوق لوحته ولكنه مكتمل الزينة كأنه يتأهب للذهاب إلى حفلة رقص. وقد أفرغ حيوية أكثر على لوحته الجميلة لزوجته (١٠٢)، والتقط غرور الممثلة كرورنا شروتر (١٠٣) وجلل بالثياب المذهبة جسد السيدة هوفرات بومي الفضفاض (١٠٤).
وآخر قائمة المصورين في نصف القرن الذي نحن بصدده هو آزموس ياكوب كارستنز، الذي استوعب دعوة فنكلمان نصاً وروحاً، وأكمل الأحياء الكلاسيكي في التصوير الألماني. ولد في شلزفج، وتعلم في مدارسكوبنهاجن وإيطاليا، ومارس عمله في لوبك وبرلين على الأخص، ولكنه عاد إلى إيطاليا في ١٧٩٢، ووجد المتعة الكبرى في تأمل أطلال النحت والعمارة القديمين. ولم يعرف أن الزمن قد نزح اللون من الفن اليوناني فلم يبق إلا على الخط؛ وعليه أحال فرشاته إلى قلم كما فعل منجز، ولم يستهدف إلا الشكل الأكمل. وقد أزعجته العيوب البدنية التي شابت أجساد نماذجه التي يصورها في مرسمه، فقرر أن يركن إلى خياله؛ وأبهجه أن يصور الأرباب اليونانية والمناظر المستقاة من الميثولوجيا اليونانية كما تخيلها هو وفنكلمان. ومن هذه انتقل إلى تصوير دانتي وشكسبير. وكان ولعه بالخط والشكل يفتقد دائماً اللون والحياة، وحتى حين كان يبلغ في رؤياه لأشباه الإله رؤيا تقرب