مضروبة في السرعة، أو (كما زعم ليبنتس) بالكتلة مضروبة في مربع السرعة؛ وهو إنجاز ممتاز لفتى في الثالثة والعشرين. وتلا بعد هذا سبع سنوات مقال في زمن دوران الأرض اليومي وهل يتغير بالمد والجزر. وفي العام نفسه نشر كانت بحثاً عن الأرض وهل بسبيلها إلى الشيخوخة؛ هنا أعرب كانت عن القلق الذي يساور عصرنا الحديث على فقد الشمس بعض طاقتها كل يوم على تجمد أرضنا في المستقبل.
وفي بحث رائع نشر عام ١٧٠٥ قدم الشاب الجريء ذو الحادية والثلاثين عاماً "التاريخ الشامل للطبيعة، ونظرية السماوات". وقد تنشر الكتاب غفلاً من اسم المؤلف وأهدي إلى فردريك الأكبر؛ وربما خاف كانت أن يلحقه أذى من رجال اللاهوت وأمل في أن يبسط الملك عليه حمايته، وقد رد جميع عمليات الأرض والسماء إلى قوانين آلية، ولكنه أكد أن النتيجة، بما فيها من تناسق وجمال، تثبت وجود عقل اسمي. ولكي يفسر كانت أصل المنظومة الشمسية اقترح "الفرض السديمي". قال:
"إنني أزعم أن كل مادة المنظومة الشمسية … كانت في بداية الأشياء كلها متحللة إلى عناصرها الأولية، وأنها ملأت كل الفضاء … الذي تدور فيه الآن الأجسام المكونة منه … وفي فضاء مملوء على هذا النحو، لا يمكن أن يدوم هدوء شامل إلا لحظة … فالعناصر المشتتة الأكثفنوعاً، بحكم قوتها الجاذبة، تجمع من حولها كل المادة الأقل وزناً نوعياً؛ وهذه العناصر هي الأخرى، مع المادة التي وحدتها معها، تتجمع في النقط التي توجد فيها جسيمات من نوع أكثر كثافة، وهذه بالمثل تنضم إلى جسيمات أكثف، وهلم جراً …
"ولكن للطبيعة قوى أخرى، … بفعلها تتنافر هذه الجسيمات، وهي التي تحدث-بصراعها مع الجاذبيات-تلك الحركة التي هي بمثابة الحياة الدائمة للطبيعة … وقوة التنافر هذه تظهر في مرونة الأبخرة، وتدفق الأجسام القوية الرائحة، وانتشار جميع المواد الكحولية. وهذه القوة هي التي بفعلها تحيد تلك العناصر التي قد تكون ساقطة إلى النقطة التي تجتذبها …