للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأنيقة. وفي ١٧٤٨ تزوج كاتارينا اليزابث، ابنة يوهان فولفجانج تكستور عمدة فرانكفورت. ولم ينس ابنها قط أنه عن طريقها ينتسب إلى الإشراف من غير حملة الألقاب، الذين حكموا المدينة أجيالاً قبل ذلك. قال لأكرمان وهو في الثامنة والسبعين، "نحن أشراف فرانكفورت كما نعد أنفسنا دائماً مساوين لطبقة النبلاء؛ وحين احتوت يداي إجازة النبالة (التي منحت له عام ١٧٨٢) لم أر أني ظفرت بشيء أكثر مما كنت أملك منذ زمن طويل". (١٢) وكان يحس أن "الأوغاد فقط هم المتواضعون" (١٣).

وكان أكبر أطفال ستة، لم يتجاوز الطفولة منهم غيره هو وأخته كورنيليا؛ في تلك الأيام كان الحنان الأبوي الكبير يعد عناءً باطلاً. ولم يكن بيتهم بالبيت السعيد؛ فالأم لطيفة الطبع تميل إلى الفكاهة والشعر، ولكن الأب حاكم صارم متزمت أقصى عنه قلوب أطفاله بخشونة طبعه وضيق خلقه. يقول جوته مستعيداً ذكرى طفولته "لم يكن في الإمكان نمو علاقته سارة مع أبي" (١٤). وربما اكتسب جوته منه كما اكتسب من تجربته عضواً في مجلس شورى الدوق بعض التصلب الذي بدا عليه في أخريات حياته. وربما أخذ عن أمه روحه الشاعرة وحبه للدراما. وقد بنت في بيتها مسرحاً للعرائس؛ ولم يفق ابنها قط من افتتانه بهذا المسرح.

وتلقى الأطفال تعليمهم المبكر على يد أبيهم، ثم من معلمين خصوصيين. واكتسب فولفجانج الإلمام بقراءة اللاتينية واليونانية والإنجليزية وبعض العبرية، والقدرة على التحدث بالفرنسية والإيطالية. وتعلم أن يعزف على الهاربسيكورد والفيولنشييلو، ويرسم ويصور بالألوان، ويركب الخيل ويثاقف ويرقص، ولكنه اتخذ الحياة خير معلم له. فارتاد كل نواحي فرانكفورت بما فيها حي اليهود؛ وسدد النظرات الغرامية للفتيات اليهوديات الحسان، وزار مدرسة يهودية، وحضر حفلة ختان، وكون لنفسه فكرة عن أيام اليهود المقدسة (١٥). وأضافت إلى تعليمه أسواق فرانكفورت إذ جلبت إلى المدينة وجوهاً وسلعاً غريبة دخيلة، وكذلك أضاف الضباط الفرنسيون في بيت جوته إبان حرب السنين السبع. وفي ١٧٦٤ شهد الصبي ذو الخمسة