وبلغ من ثقته بالترقي في وظيفته أنه كان مرتبطاً بفتاة ليتزوجها. وقد وصف كستنر جوته وصفاً فيه سماحة وكرم:
"هو في الثالثة والعشرين، والابن الوحيد لأب غني جداً. وقد تقرر- وفقاً لمشيئة أبيه- أن يمارس المحاماة في المحكمة هنا، أما مشيئته هو فهي أن يدرس هومر وبندار وأي شيء آخر توحي به عبقريته وذوقه وقلبه … والحق أنه صاحب عبقرية أصيلة، ورجل على خلق. وهو صاحب خيال ذو حيوية خارقة، ويعبر عن نفسه بالصور والتشبيهات … ومشاعره عنيفة، ولكنه يملكها عادة. وقناعاته نبيلة، وهو بريء تماماً من الهوى ويسلك كما يحب دون أن يعبأ إن كان سلوكه هذا يسر غيره، أو هو السلوك العصري، أو السلوك المباح. وكل ألوان القهر بغيضة في نظره. وهو يحب الأطفال، وفي وسعه أن يلاعبهم ساعات بطولها … إنه رجل ممتاز تماماً"(٤٠).
وفي ٩ يونيو ١٧٧٢ التقى جوته بخطيبة كستنر في حفلة رقص ريفية، واسمها شارلوته بوف. ثم زارها في الغد، ووجد في الأنوثة فتنة جديدة. أما لوته هذه التي كانت يومها في العشرين فهي أكبر الأخوات في أسرة من أحد شر طفلاً. وكانت الأم ميتة والأب مشغولاً بكسب قوته؛ وقامت لوته بدور الأم للأطفال الكثيرين. ولم تؤت بهجة الفتاة الصحيحة البدن ونضارتها فحسب، بل زادت عليهما جاذبية المرأة الشابة التي تؤدي في بساطة وأناقة هندام مهام وظيفتها بكفاءة وحب وبشاشة. وسرعان ما وقع جوته في غرامها، فما كان في استطاعته أن يظل طويلاً بغير صورة أنثى تدفئ خياله. ورأى كستنر الموقف، ولكنه لثقته مما يملك أبدى تسامحاً كريماً. أما جوته فقد سمح تقريباً بمزايا الخطيب المنافس، ولكن لوته كانت دائماً تصده، وتذكره بأنها مخطوبة. وأخيراً طلب إليها أن تختار بينهما، ففعلت، ورحل جوته عن فنتسلار في الغد (١١ سبتمبر) دون أن تختلج كبرياؤه إلا لحظة. وظل كستنر صديقه الوفي حتى مماته.
وقبل أن يعود جوته إلى فرانكفورت توقف في ايرنبرايشتاين على الرين، وهي موطن جيورج وصوفي فون لاروش. وكانت لصوفي ابنتان "سرعان