"لوته على بطلة حب واضح أنه يصف غرام جوته بعروس كستنر، وكستنر يقابله في القصة "البرت" الذي صوره المؤلف في إطراء. وحتى اللقاء في المرقص، وزيارة الغد، كانا في القصة كما كانا من قبل في الواقع. "منذ ذلك اليوم تستطيع الشمس والقمر والنجوم أن تسير سيرتها في هدوء، ولكني لا أعي بنهار ولا بليل، وكل العالم من حولي يتلاشى … لم يعد عندي صلوات أتلوها إلا لها" (٤٩). على أن فرتر ليس جوته بالضبط: فهو أكثر عاطفية، وأميل إلى البكاء والكلام المتدفق والرثاء لنفسه. ولكي يقود المؤلف القصة إلى نهايتها الفاجعة، اقتضاه ذلك أن يغير فرتر من جوته إلى فلهلم يروزاليم. أما اللمسات الأخيرة فهي تحي تاريخ ما حدث: يستعير فرتر، كما استعار يروزاليم، مسدس البرت لينتحر به، وقصة ليسنج "إميليا جالوتي" ملقاة على مكتبة وهو يموت. "ولم يصحبه كاهن" إلى قبره.
كانت قصة "آلام الفتى فرتر" (١٧٧٤) حدثاً في تاريخ الأدب وتاريخ ألمانيا. فقد عبرت عن العنصر الرومانسي في الحركة الزوبعية ودعمته، كما عبرت قصة "جوتز فون برليشنجن" من قبل عن العنصر البطولي. واستقبلها الشباب المتمرد بالمديح والمحاكاة، وارتدى بعضهم السترة الزرقاء والصدرة الصفراء البرتقالية كفرتر، وبكى بعضهم كفرتر، وانتحر بعضهم باعتبار الانتحار الشيء "العصري" الوحيد الذي يجلب عمله. واحتج كستنر على الولوغ في أسراره، ولكن لم يلبث أن هدئ، ولم يقل لنا أحد أن شارلوته شكت حين قال لها جوته "إن اسمك تنطقه آلاف الشفاه المعجبة بكل إجلال" (٥٠). ولم يشارك رجال الدين الألمان في هذا الاستحسان. وأدان واعظ همبورجي القصة لأنها دفاع عن الانتحار، أما الراعي جوتسي، عدو ليسنج، فقد حمل على الكتاب، وأدانه ليسنج لعاطفيته المفرطة وافتقاره إلى القصد الكلاسيكي (٥١). وفي عشاء عام لأي القس ي. ك. هازنكمبف جوته في مواجهته على "تلك القطعة الشريرة من الكتابة"، ثم أردف "ليهد الله قلبك الضال"! وأفحمه جوته بجواب