للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورد كورنر في ٣ مارس يقول "سنستقبلك بأذرع مفتوحة" ثم نقد ج. ي. جوشن الناشر الليبزجي بعض المال ليرسل إلى شيلر مقدم أتعابه عن مقالات مستقبله (٨٣). فلما أن وصل الشاعر إلى ليبزج (١٧ مارس ١٧٨٥ كان كورنر غائباً في درسدن، ولكن خطيبته، وأختها، وهوبر، أدفأوا شيلر بالطعام والحفاوة البالغة. وأحبه جوشن لتوه، وكتب يقول "لا أستطيع أن أصف لك مبلغ عرفان شيلر واستجابته حين تبذل له النصيحة الناقدة، ومبلغ جهاده في سبيل تطوره الخلقي" (٨٤).

والتقى كورنر بشيلر أول مرة في ليبزج في أول يوليو، ثم قفل إلى درسدن. وكتب إليه شيلر يقول "لقد جمعت السماء بيننا بطريقة عجيبة، وصداقتنا معجزة. " ولكنه أردف أنه أشرف على الإفلاس من جديد (٨٥). فبعث إليه كورنر بالمال، والطمأنينة، والنصيحة:

"إن كنت في حاجة إلى المزيد فاكتب لي وسأرسل لك أي مبلغ برجوع البريد. أنني لو كنت ذا ثراء طائل، وكان في استطاعتي … أن أرفعك فوق العوز والحاجة لضروريات الحياة في يوم من الأيام، لما جرؤت على أن أفعل هذا، فأنا عليم بأنك قادر على كسب ما يفي بكل حاجاتك بمجرد أن تشرع في العمل. ولكن اسمح لي-على الأقل سنة واحدة-بأن أعفيك من ضرورة العمل. في استطاعتي أن أدبر هذا دون إعسار، وفي استطاعتك أن ترد لي المال إن شئت حين تسمح بذلك ظروفك" (٨٦).

وزاد من قدر هذا الجود أن كورنر كان يجهز نفسه للزواج. وزف العروسان بدرسدن في ٧ أغسطس ١٧٨٥. وفي سبتمبر لحق بهما شيلر وعاش معهما، أو على حسابهما، حتى ٢٠ يوليو ١٧٨٧. في هذه الفترة أو نحوها-ربما وسط سعادة العروسين-كتب أشهر قصائده "أغنية للفرح" التي أصبحت تاج السمفونية التاسعة. وكلنا يعرف ميلودية بيتهوفن المؤثرة، ولكن القليلين منا، خارج ألمانيا، من يعرفون كلمات شيلر. وقد بدأت بنداء للمحبة الشاملة، وانتهت بدعوة للثورة: