أو ضعيفاً أو باكياً أو هش العاطفة، كما استبعد تماماً كل ما كان مخيفاً أو مرعباً أو نابياً" (١٢٥). أما الجمهور فاقتصر على البلاط، إلا حين يدعى بعض الطلاب من يينا. وقد علق أوجست فون شليجل على هذا الوضع تعليقاً لاذعاً "أن لألمانيا مسرحين قوميين-فيينا بجمهور من خمسين ألف مشاهد، وفيمار من خمسين" (١٢٦).
وعاد شيلر إلى يينا في ١٢ أبريل، وقد حفزه اتصاله المجدد بالمسرح لينصرف عن التاريخ والفلسفة والشعر العارض إلى الدراما. ولقد طالما فكر من قبل في تأليف مسرحية عن فالشتين، فحثه جوته على الشروع فيها. وفي نوفمبر ذهب جوته إلى يينا، وعاش حيناً في اتصال يومي بشيلر. فلما عاد جوته إلى فيمار كتب إليه يقول "لا يفتك أن تستغل أفضل أوقاتك، حتى تمضي قدماً بمأساتك، ليتسنى لنا أن نشرع في مناقشتها" (١٢٧).
وبينما كان شيلر عاكفاً على تأليف "فالنشتين، شحذ روح المنافسة في جوته نجاح "لويزة"(١٧٩٥) التي ألفها يوهان هينريش فوس قصة ريفية شعرية تمثل الحياة والعواطف الألمانية-فجرب هذا اللون المحبب، ونشر في ١٧٩٨ - "هيرمان ودوروتيا". أما هيرمان فهو الابن القوي السليم، الخجول الهادئ، لأب صفراوي المزاج وأم حنون يديران "الخان الذهبي" ومزرعة واسعة في قرية قريبة من الراين. ويصل إلى علمهم أن مئات من اللاجئين قادمون من بلدة على التخوم استولى عليها الفرنسيون، فتجهز الأسرة رزماً من الثياب والطعام، يحملها هيرمان إلى اللاجئين. ويجد بينهم صبية لها "نهدان بارزان" و "كاحلان رائعان"(١٢٨) تقدم للاجئين العون وأسباب الراحة. فيهيم بها، وبعد شدائد لا بد منها، يصطحبها إلى بيته ويقدمها إلى أبويه بوصفها عروسه. ويروي الشاعر القصة في أبيات متدفقة من البحر السداسي التفاعيل، وصور الحياة الريفية الموجزة تضفي رواء على القصة، وقد أبهجت النداءات لطرد الغزاة الفرنسيين الألمان المتحمسين لوطنهم والذين وجدوا مسرحيتي جوته "إفجيني" و "تاسو" غريبتين عويصتين. وأكسبت الملحمة الصغيرة شعبية جديدة لمؤلف لم يظفر منذ "فرتر" إلا بقلة من القراء خارج دوقية ساكسي فايمار.