حكيمة سمحة في رمزها للعلاقات والتطورات الروحية بالأسرار المقدسة البالغة الوقع في النفوس (٦٦).
أما آراء جوته في الخلود فقد تغيرت مع السنين. ففي ٢ فبراير ١٧٨٩ كتب إلى فريدريش تسو شتولبرج يقول. "أما أنا فأتمسك بوجه عام بتعاليم لوكريتيوس، وأقصر نفسي وكل آمالي على هذه الحياة". ولكنه في ٢٥ فبراير ١٨٢٤ قال لأكرمان "لا أريد إطلاقاً أن أستغني عن سعادة الإيمان بحياة مستقبلة؛ والحق أني أقول مع لورنتسو دي مديتشي أن الذين لا رجاء لهم في حياة أخرى هم موتى حتى في هذه الحياة"؛ وفي ٤ فبراير ١٨٢٥، "إني راسخ الاقتناع بأن روحنا شيء لا يقبل الفناء إطلاقاً"(٦٧). وقرأ زفيد نبورج، وقبل فكرة عالم الروح (٦٨)، وداعب آمال تقميص الأرواح. ودرس القبلانية وبيكوديللا ميراندولا، بل رسم البروج أحياناً لكشف الطالع (٦٩). وكلما تقدم به العمر ازداد تسليمه بما للإيمان من حقوق.
"إذا توخيت الدقة في التعبير، قلت إنه لا يمكنني أن أصل إلى معرفة لله إلا المعرفة التي أستقيها من الرؤية المحددة المتاحة لمدركاتي الحسية على هذا الكوكب المفرد. ومعرفة كهذه إنما شظية من شظية. ولست أسلم أن هذه المحدودية، التي تصدق على ملاحظتنا للطبيعة، يجب أن تصدق في ممارسة الإيمان. فالعكس هو الصحيح. ولعل معرفتنا، وهي ناقصة بالضرورة، تتطلب الإضافة والاستكمال بفعل من أفعال الإيمان"(٧٠).
وفي ١٨٢٠ أسف على تأليفه "برومثيوس" المتمرد أيام شبابه، لأن شباب المتطرفين يومئذ كانوا يستشهدون به ضده (٧١). وقد انصرف عن فشته حين اتهم فشته بالإلحاد (٧٢). وكان رأيه الآن "أنه من واجبنا ألا نخبر غيرنا بأكثر مما في قدرتهم تلقيه. فالإنسان لا يفهم إلا ما يناسبه"(٧٣).
وكما تغيرت آراؤه في الدين، كذلك تغير مفهومه للأخلاق مع تقدم عمره. فحين كان يظفر بنشاط الشباب وكبريائه فسر الحياة بأنها ليست سوى