للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسرح لتنمية الذات والظهور. "إن هذه الرغبة الملحة في أن أرفع ما استطعت هرم حياتي الذي أعطيته وأرسيت قاعدته لي، ترجح كل ما عداها، ولا تكاد تسمح بلحظة انتكاس" (٧٤). وقد رأيناه يجرح نفوساً رقيقة في هذه العملية. ولكنه حين نضج بفضل المنصب السياسي أدرك أن الحياة البشرية عملية تعاونية؛ وأن الفرد إنما يحيا بالمساعدة المتبادلة؛ وأن الأفعال الأنانية-وأن ظلت القوة الأساسية-إلا أنه لا بد من أن تحد بحاجات الجماعة. ففاوست في قسمها الأول هي النزعة الفردية متجسدة؛ وفي قسمها الثاني يجد "الخلاص" وسلامة الروح، بالعمل للصالح العام. وفلهلم مايستر في "تلمذته" يحاول تعليم ذاته وإنماءها وإن كان بحكم طبيعته وتدريه كثيراً ما يعين إخوانه؛ وفي "تطويفاته" يحاول تحقيق المزيد من سعادة المجتمع. وقد غض جوته من الوصية بمحبة الأعداء، ولكن عرف النبل بنبل في قصيدة من أروع قصائده:

"ليكن الإنسان نبيلاً

معيناً وطيباً

فذلك وحده

هو الذي يميزه

عن سائر الكائنات

التي نعرفها …

إن الطبيعة

مجردة من العواطف

تشرق شمسها

على الأشرار والأبرار،

ويضيء القمر والنجوم

على الصالحين والصالحين.

والرياح والسيول،

والرعد والبرد،