للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منهم) لجنيف تجارة صادر حققت الثراء السريع للمدينة الواقعة على الرون. وكثرة المصارف لأن الماليين السويسريين كانوا قد اكتسبوا سمعة دولية بالأمانة.

وكانت أغلب الكفاءات، كما هي الحال في كل بلد، مركزة في أقلية الرجال، فأدى هذا إلى تركيز الثروة. وكانت الكانتونات بصفة عامة تحكمها أولجركيات تسلك مسلك أي طبقة حاكمة. فلإشراف رعاة أسخياء للآداب والعلوم والفنون ولكنهم يقاومون كل خطوة للتوسع في حق الانتخاب. وقد اتهم جبون، الذي يسكن لوزان، أولجركية برن بأنها تثبط الصناعة في الأقاليم التابعة لها، وتبقى على هبوط مستوى المعيشة فيها عملاً بالمبدأ اللائق "إن الرعايا الفقراء المطيعين خير من الأغنياء المتمردين" (٢). وقد نظمت جماعات لإلغاء الامتيازات الاقتصادية أو السياسية غير مرة، ولكنها صدرت بقوة الدولة والكنيسة المتحالفتين (٣). واضطربت أحوال جنيف آناً بعد آن نتيجة حرب الطبقات طوال القرن الثامن عشر. وساد فها سلام نسبي من ١٧٣٧ إلى ١٧٦٢، ولكن إحراق المجلس البلدي لكتاب إميل (١٧٦٢) فجر الدعوة لتوسيع حق التصويت. وعضد الحركة روسو وفولتير، بعد جدل كثير نزلت طبقة الإشراف للطبقات الوسطى عن قسط صغير في الحكم.

وقد خلف هذا ثلاثة أرباع السكان مجردين تماماً من حق التصويت-الوطنيون (أو الأهالي) وهم الأشخاص المولودون في جنيف ولكن الأبوين من غير الوطنيين. وهؤلاء حرموا أيضاً من معظم المهن، ومن المناصب الحربية، ومن الارتقاء معلمين في النقابات الحرفية؛ وقد منعوا من توجيه الملتمسات إلى المجلس الأكبر والمجلس الأصغر اللذين يحكمان الجمهورية. غير أنهم أثقلوا بالضرائب. وفي ٤ أبريل ١٧٦٦ ذهب وفد من "الوطنيون" إلى فرنيه وطلبوا إلى فولتير أن يساعدهم في نيل حق التصويت. فقال لهم: "يا أصدقائي، إنكم تؤلفون أكثر الطبقات عدداً في مجتمع مستقل كادح، وأنتم ترسفون في العبودية ولا تطلبون إلا أن تتمتعوا بميزاتكم الطبيعية، أي أن تمنحوا هذا الطلب المتواضع لا أكثر. وسأعنيكم بكل ما أملك من نفوذ …