لشعب حر" (٤١). وقد أكسبته بلاغته ووطنيته تجاوباً حاراً من الأمة، ولكنهما لم تحركا قلوب رجال السياسة. وفاز حزب الطواقي-أصدقاء الدستور وروسيا-الذين تمولهم كاترين الثانية بأربعين ألف جنيه، بأغلبية في ثلاث من مجالس الطبقات الأربع. ورد جوستافس باقتراض ٢٠٠. ٠٠٠ جنيه من المصرفيين الهولنديين ليشتري انتخاب مرشحه رئيساً للمجلس. ولكن كان عليه أن ينتظر تتويجه، فراجعت مجالس الطبقات التي يسيطر عليها حزب الطواقي يمين التتويج ليربط الملك بتعهد يلتزم فيه بقرار "أغلبية مجالس الطبقات" وأن تكون الكفاية وحدها أساساً لجميع الترقيات. وقاوم جوستافس نصف عام هذه الخطوة نحو الديمقراطية، وأخيراً وقع (مارس ١٧٧٢)، ولكنه في دخيلة نفسه اعتزم الإطاحة بهذا الدستور الكريه لأول بادرة تسنح له.
وقد مهد أرضه بتوطيد شعبيته. ففتح أبوابه للجميع، و "أغدق الهبات كأنه يتلقاها"، ولم يصرف أحداً غير راض. وقد وافقه نفر من قادة الجيش على أنه لا يستطيع تخليص السويد من تسلط روسيا وبروسيا-اللتين كانتا في هذا الوقت بالذات (٥ أغسطس ١٧٧٢) تقطعان أوصال بولندة-إلا حكومة مركزية قوية لا يعوق حركتها مجلس أمة مرتش. وساهم فرجيين السفير الفرنسي بمبلغ ٥٠٠. ٠٠٠ دوقاتية في نفقات الانقلاب. وفي ١٨ أغسطس رتب جوستافس أن يقابله ضباط الجيش في الترسانة صباح الغد. وجاء مائتان منهم، فطلب إليهم أن ينضموا إليه في الإطاحة بنظام حكم فاسد قلق يدعى عمه أعداء السويد، فوافقوا كلهم على أن يتبعوه إلا واحداً. أما الخارج على الإجماع، وهو رودبيك الحاكم العام، فقد ركب مخترقاً شوارع ستوكهولم داعياً أفراد الشعب إلى حماية حريتهم، ولكنهم ظلوا غير مكترثين، لأنهم كانوا معجبين بجوستافس، ولم يحبوا هذا المجلس الذي كان في رأيهم يستر أولجركية من النبلاء ورجال الأعمال وراء أشكال ديمقراطية. وقاد الملك الشاب (وقد بلغ السادسة والعشرين) الضباط إلى ثكنات حرس ستوكهولم فتحدث إليهم حديثاً بلغ من الإقناع مبلغاً جعلهم