يتعهدون بتأييده. وبدأ أنه يكرر خطوة فخطوة الطريقة التي أوصلت كاترين الثانية إلى السلطة قبل عشر سنوات.
فلما التأم شمل مجلس الأمة في ٢١ أغسطس وجد ساحته يحيط بها الرماة والقاعة نفسها قد احتلها الجنود. ووبخ جوستافس في خطاب صنع التاريخ مجالس الطبقات لأنها لوثت نفسها بالتناحر الحزبي والرشوة الأجنبية، وأمر بأن يقرأ عليها الدستور الجديد الذي أعدوه معاونوه. وقد احتفظ هذا الدستور بملكية مقيدة، ولكنه وسع سلطات الملك، فخول له الهيمنة على الجيش والبحرية والعلاقات الخارجية، وله وحده حق تعيين الوزراء وإقالتهم، ولا يجتمع مجلس الأمة إلا بدعوة منه، وله أن يفضه متى شاء، ولا يناقش المجلس إلا ما قدمه له الملك، ولكن لا يصبح مشروع قانوناً دون موافقة المجلس، ويحتفظ المجلس بالإشراف على المالية عن طريق مصرف السويد وحق فرض الضرائب. وليس للملك أن يخوض حرباً هجومية دون موافقة المجلس. والقضاة يعينهم الملك ثم يصبحون غير قابلين للعزل، ويحمي حق "الهابياس كوريس" كل الأشخاص المعتقلين من تعطيلات القضاء. وطلب جوستافس إلى النواب أن يقبلوا هذا الدستور، وأقنعتهم أسنة الحراب فقبلوه، وأقسموا يمين الولاء. وشكر الملك المجلس وفضه واعداً بدعوته من جديد خلال ستة أعوام. واختفى حزباً الطواقي والقبعات. وقد تم الانقلاب في سرعة لم يرق فيها دم، وبرضى الشعب على ما يلوح. "وقدهتفوا لجوستافس محرراً لهم وأغرقوه دعاء … وتعانق الناس وهم يذرفون دموع الفرح"(٤٢). واغتبطت فرنسا، أما روسيا وبروسيا فهددتا بالحرب لرد الدستور القديم. ولكن جوستافس لم يهتز، وتراجعت كاترين وفردريك، مخافة أن تعرض الحرب مغانهما البولندية للخطر.
وسلك جوستافس في العقد التالي مسالك الملك الدستوري-أي أنه خضع للقانون الموضوع. وقام بإصلاحات نافعة، وتبوأ له مكانا بين حكام القرن "المستبدين المستنيرين". وأشاد به فولتير باعتباره "الوريث الجدير باسم جوستافس العظيم"(٤٣). وأما طورجو الذي كان يعاني الإحباط في