المائية أو البحر؛ وهكذا نمت ليدز وشفيلد ونيوكاسل ومانشستر وبرمنجهام ولفربول وبرستل … وقد حولت الثورة الصناعية مناطق شاسعة من إنجلترا، ومن غيرها من الدول المصنعة، إلى بقع ملطخة من الأرض تنفث دخان المصانع وتختنق بالغازات والغبار، وأرسبت الخبث البشري في أحياء قذرة مدخنة بائسة.
٧ - مكنت الحرب ووسعتها وجردتها من الطابع الشخصي ورفعت قدرة الإنسان على التدمير أو القتل بدرجة هائلة.
٨ - فرضت تحسيناً وسرعة في المواصلات والنقل وبهذا يسرت تكتلات صناعية أكبر وسهلت في مناطق أوسع من رأس مال واحد.
٩ - ولدت الديموقراطية برفعها طبقة رجال الأعمال إلى مكانة الثراء المهيمن، وإلى التفوق السياسي نتيجة تدريجية لذلك. ولأحداث هذا الانتقال الخطير للسلطة ورغبة في حمايته، جندت الطبقة الجديدة تأييد قطاع متزايد من الجماهير، واثقة من أن في الإمكان الاحتفاظ بولائها بالهيمنة على وسائل الإعلام وتلقين المبادئ. ولكن رغم هذه الهيمنة أصبح شعب الدول الصناعية أفضل الجماهير إعلاماً في التاريخ الحديث.
١٠ - وإذا كانت الثورة الصناعية المتطورة تتطلب مزيداً من التعليم في العمال والمديرين، فإن الطبقة الجديدة مولت المدارس والمكتبات والجامعات على نطاق لم يحلم به أحد من قبل. وكان الهدف تدريب الذكاء التقني، وكانت الحصيلة الجانبية توسعاً لم يسبق له نظير في الذكاء العلماني.
١١ - نشر الاقتصاد الجديد السلع وأسباب الرفاهية بين نسبة من السكان تفوق كثيراً أي نظام سابق لم يكن من سبيل أمامه لصيانة إنتاجيته المطردة الارتفاع إلا بقوة شرائية مطردة الاتساع في الشعب.
١٢ - أرهفت العقل الحضري، ولكنها بلدت الحس الجمالي؛ وأصبحت مدن كثيرة قبيحة المنظر قبحاً يغم النفوس وفي النهاية أقلع الفن نفسه عن نشدان الجمال. وكان من آثار إسقاط الأرستقراطية عن عرشها-زوال حفظة المعايير والأذواق وحكمتها، وهبط مستوى الأدب والفن.