للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يحميهم (أي البرلمان) من انتهاك حقوقهم التي أكدوها هنا، ومن أي اعتداءات أخرى على دينهم وحقوقهم وحرياتهم، فإن .. اللوردات الروحيين والزمنيين ونواب العموم .. يقررون أن يكون وليم وماري، أمير وأميرة أورنج، وأن ينادى بهما ملكاً وملكة على إنجلترا وفرنسا وإيرلندة. " ومعنى هذا إن وليم الثالث وماري الثانية بقبولهما العرش قبلا ضمناً القيود التي وضعتها أرستقراطية إنجلترا المزهوة القوية على سلطة الملك بهذا التصريح. وحين عرض البرلمان في "قانون تسوية" لاحق (١٧٠١)، وبشروط معينة، التاج على "الأميرة صوفيا" (الهانوفرية) وورثتها البروتستانت "افترض أنها هي وهؤلاء الورثة وافقوا بقبولهم العرش على "قانون للحقوق" سلبهم كل حق في وضع القوانين إلا بموافقة البرلمان. وبينما كانت جميع دول أوربا تقريباً حتى ١٧٨٩ يحكمها ملوك مستبدون يضعون القوانين ويلغونها، كان لإنجلترا حكومة دستورية امتدحها الفلاسفة وحسدها نصف العالم.

وقد قدر تعداد ١٨٠١ (١) سكان بريطانيا العظمى بتسعة ملايين نسمة ينقسمون إلى الفئات التالية:

١ - في القمة ٢٨٧ نبيلاً ونبيلة زمنيين (علمانيين) بوصفهم رؤساء أسر مجموعها نحو ٧. ١٧٥ شخصاً. وكان داخل هذه الفئة مراتب في ترتيب تنازلي: أمراء الدم (الملكي)، وأدواق، وماركيزات، وايرلات، وفيكونتات، وبارونات. وانحدرت هذه الألقاب إلى الإبن الأكبر جيلاً بعد جيل.

٢ - ستة وعشرون أسقفاً-"لوردات روحيون" وكان من حقهم هم واللوردات الزمنيون الـ ٢٨٧ أن يجلسوا في مجلس اللوردات. وقد ألف هؤلاء معاً-وجملتهم ٣١٣ أسرة-طبقة النبلاء الأصليين، ويصح استعمال لقب "لورد" لهم جميعاً إلا الأدواق والأمراء. وكان من الممكن اكتساب نبالة دون ذلك رسمية، ودون حق توريثها، بفضل التعيين في الوظائف العليا في الحكومة أو الجيش أو البحرية؛ ولكن كان المتبع عادة أن يعين في هذه الوظائف أشخاص رفعوا إلى مقام النبالة من قبل.