فرحل إلى فرنسا (٢٦ ديسمبر). وفي ١٩ يناير ١٧٦٤ طرد رسمياً من البرلمان. وفي ٢١ فبراير صدر ضده حكم في محكمة "كنجز بنش" بأنه مذنب بإعادة طبع العدد ٤٥ وبطبع "مقال عن المرأة"، ودعي للمثول وتلقى الحكم عليه، فلم يحضر؛ وفي أول نوفمبر أعلن أنه خارج عن القانون.
وظل ولكس أربع سنوات شريداً في فرنسا وإيطاليا يخشى أن يسجن سجناً مؤبداً إن عاد إلى إنجلترا. وفي روما التقى مراراً بفنكلمان، وفي نابلي قابل بوزويل الذي وجده رفيقاً مسلياً:"إن سخرياته المرحة الحية في المواضيع الأخلاقية حركت روحي المعنوية حركة ليست غير سارة"(٧٧). وفي طريقه عوداً إلى باريس زار ولكس فولتير في فرنيه، وسحر أظرف رجل في أوربا بظرفه وخفة روحه.
ثم فتح رجوع الأحرار إلى السلطة بزعامة روكنجهام وجرافتن لوكس باب الأمل في العفو عنه. وتلقى تأكيدات سرية بأنه لن يمس بسوء إذا لزم الصمت. فعاد إلى إنجلترا (١٧٦٨) وأذاع من لندن ترشيحه للبرلمان. فلما أن خسر تلك المعركة، التمس انتخابه للبرلمان من مدلسكس، وحصل على أغلبية كبيرة بعد حملة صاخبة؛ وكانت تلك المقاطعة التي تحول أكثرها حضراً (وهي تضم الآن شمال غربي لندن) معروفة بميولها الراديكالية وعدائها للرأسمالية الصاعدة. وفي ٢٠ أبريل مثل ولكس أما المحكمة متوقعاً إلغاء الحكم بخروجه على القانون؛ وألغي الحكم؛ ولكن حكم عليه بغرامة قدرها ألف جنيه وبالسجن اثنين وعشرين شهراً. فأنقذه حشد غاضب من ضباط الشرطة وحملوه في موكب نصر طافوا به شوارع لندن. وبعد أن هرب من المعجبين، سلم نفسه للسجن في سانت جورجز فيلدز. وتجمع الغوغاء هناك في ١٠ مايو وأرادوا إطلاق سراحه ثانية. فأطلق الجند النار على مثيري الشغب، وقتل منهم خمسة وجرح خمسة عشر.
وفي ٤ فبراير ١٧٦٩ طرده مجلس العموم ثانية، فانتخبته دائرة مدلسكس ثانية (١٦ فبراير)، وطرد من جديد، فعادت مدلسكس وانتخبته