ليس الوقت وقت تزلف .. فلطف التزلف لا يجدي الآن … ومن الضروري الآن إعلام العرش بلغة الصدق .. هذا أيها السادة واجبنا، أنه الوظيفة الأصلية لهذا الاجتماع النبيل، المعتمد في انعقاده على سمعتنا بالأمانة والوفاء بالوعود في هذا البرلمان، وهو المجلس الوراثي للتاج. فمن هو الوزير-وأين هو الوزير-الذي جرؤ على أن يقترح على العرش تلك اللغة العنيدة، غير الدستورية التي ألقيت اليوم منه؟ إن اللغة التي اعتدناها من العرش هي طلب المشورة من البرلمان … أما اليوم، وفي هذا الطارئ البالغ الخطورة. فإنه لم توضع ثقة في مشورتنا الدستورية، ولم تطلب نصيحة من عناية البرلمان الرصينة المستنيرة، ولكن التاج، من ذاته ووحده، يعلن تصميماً باتاً على مواصلة إجراءات … مملاة ومفروضة علينا … جلبت الخراب والاحتقار على هذه الإمبراطورية التي كانت بالأمس مزدهرة بالأمس فقط، كان في استطاعة إنجلترا أن تثبت أمام العالم كله، أما الآن فليس هناك أحد بلغ من المسكنة ما يغريه بتقديم الاحترام لها … "
"أيها السادة، أنكم لا تستطيعوا قهر أمريكا .. قد تزدادون غلواً في بذل النفقة والجهد المفرطين، وقد تجمعون وتكومون كل ما تستطيعون شراءه أو اقتراضه من معونة، وقد تتاجرون وتقايضون مع كل ملك ألماني حقير ضئيل يبيع رعاياه ويرسلهم إلى الذبح .. ، قد تفعلون هذا كله، ولكن جهودكم تظل إلى الأبد باطلة عاجزة-ويضاعف من بطلانها وعجزها هذا العون المرتزق الذي تعتمدون عليه، لأنه يهيج عقول أعدائكم إلى حد الكراهية التي لا شفاء منها. ولو كنت أمريكياً، كما أنا إنجليزي، ورأيت جندياً أجنبياً يرسي في أرض وطني، لما وضعت سلاحي-أبداً-أبداً-أبداً-أبداً! (١٠٨).
أما بيرك فقد سخرّ كل ملكات جد له في محاولة ثني البرلمان والوزارة بحد سياسة القوة ضد أميركا. وقد مثل من ١٧٧٤ إلى ١٧٨٠ في البرلمان مدينة برستل التي عارض تجارها الحرب مع أمريكا أول الأمر (١٠٩)، كذلك كان في هذه الفترة وكيلاً براتب لولاية نيويورك (١١٠). ولم ينكر حق البرلمان في فرض الضرائب على المستعمرات كما أنكره شاتام، ولم يؤيد