وصاح اللورد نورث "رباه، لقد انتهى كل شيء! " ولكن الملك أصر على مواصلة الحرب. وفي فبراير ومارس ١٧٨٢ جاءت الأنباء بأن الأسبان استولوا على منورقة، والفرنسيين على عدد من جزر الهند الغربية. وارتفعت الأصوات الغاضبة في الاجتماعات العامة التي انعقدت في طول إنجلترا وعرضها مطالبة بالسلام. وهبطت أغلبية نورث في مجلس العموم إلى اثنين وعشرين، ثم إلى تسعة عشر، ثم إلى واحد-في التصويت على اقتراح "بأن المجلس لا يستطيع بعد الآن وضع ثقته في الوزراء الحاليين"(١٥ مارس ١٧٨٢)، ووضع هذا سابقة تاريخية لطريقة البرلمان في الالزام بتغيير الوزارة. وفي ١٨ مارس كتب نورث إلى جورج الثالث رسالة أنبأه فيها في الواقع أن السياسة الملكية نحو أمريكا، ومحاولة توطيد سيادة الملك على البرلمان، كليهما قد فشل.
"إن جلالتكم على بينة من أن الملك الجالس على عرش هذا البلد لا يستطيع إن كان حصيفاً لأن يعارض القرار المدروس الذي يستقر عليه مجلس العموم … لقد أعرب أعضاء البرلمان عن مشاعرهم، ومشاعرهم-صائبة كانت أم مخطئة-لا بد في النهاية أن تكون لها الغلبة. إن جلالتكم. لن تفقدوا أي كرامة لو سلمتم"(١١٨).
وفي ٢٠ مارس ١٧٨٢، بعد اثنتي عشر سنة من الخدمة الصابرة والخضوع، استقال اللورد نورث. وكتب جورج الثالث الذي تحطمت روحه خطاب اعتزال ولكنه لم يرسله. وقبل وزارة من الأحرار المنتصرين: روكنجهام، وإيرل شلبيرن، وتشارلز جيمس فوكس، وبيرك، وشريدان. ولما مات روكنجهام (أول يوليو) خلفه شلبيرن وزيراً للخزانة. واستقال فوكس وبيرك وشريدان الذين كانوا يكرهون شلبيرن. وشرع شلبيرن في الترتيبات اللازمة لإبرام معاهدة صلح (باريس، ٣٠ نوفمبر ١٧٨٢، باريس وفرساي ٢٠ يناير و٣ سبتمبر ١٧٨٣) نزلت إنجلترا بمقتضاها عن منورقة وفلوريدا لأسبانيا، وعن السنغال لفرنسا، ولم تقتصر على الاعتراف باستقلال المستعمرات الأمريكية بل بحقها في جميع الأراضي الواقعة بين الأليجني وفلوريدا والمسسبي والبحيرات العظمى.