جنازة عامة وأن يقام قبر ونصب في كنيسة وستمنستر. ولقد كان بإجماع الناس أعظم الإنجليز في جيله.
وتلاحق الأحداث لتكمل الكارثة التي تنبأ بها. ففي يونيو ١٧٧٩ انضمت أسبانيا إلى فرنسا في الحرب ضد إنجلترا؛ وحاصرت جبل طارق وأرسلت أسطولها ليشارك في الهجوم على السفن البريطانية. وفي أغسطس دخل أسطول صغير مشترك قوامه سفن فرنسية وأسبانية القنال الإنجليزي؛ واتخذت إنجلترا أهبتها فيما يشبه الحمى لمقاومة الغزو، غير أن المرض أعجز أسطول العدو وأكرهه على الالتجاء إلى برست. وفي مارس ١٧٨٠ اتحدت روسيا والدنمرك والسويد في إعلان بالحياد المسلح "أقسم على المقاومة ما درجت عليه إنجلترا من اعتلاء ظهور السفن المحايدة بحثاً عن بضائع العدو، ولم تلبث دول محايدة أخرى أن وقعت الإعلان. واستمر تفتيش الإنجليز للسفن الهولندية، وقد وجد الدليل على اتفاقات سرية بين مدينة أمستردام ومفاوض أمريكي. وطالبت إنجلترا بمعاقبة موظفي أمستردام ولكن الحكومة الهولندية رفضت، فأعلنت عليها إنجلترا الحرب (ديسمبر ١٧٨٠). وأصبحت الآن كل دول البلطي والأطلنطي تقريباً متحالفة على إنجلترا التي كانت بالأمس متسلطة على جميع البحار.
وعكس مراج البرلمان تكاثر الكوارث. وتصاعد الاستياء من إحباط الملك لرغبة وزيره في إنهاء الحرب. ففي ٦ أبريل ١٧٨٠ كان جون دننج قد قدم لمجلس العموم اقتراحاً يعلن "أن نفوذ التاج ازداد، وهو في ازدياد، وينبغي الحد منه"، ووافق المجلس على الاقتراح بأغلبية ٢٣٣ صوتاً ضد ٢١٥. وفي ٢٣ يناير ١٧٨١ اتخذ بت الابن كرسيه في المجلس، وفي خطابه الثاني ندد بالحرب مع أمريكا ناعتاً إياها بأنها "جد ملعونة، شريرة، همجية، قاسية، منافية للطبيعة، ظالمة، شيطانية" (١١٧). ورحب فوكس مبتهجاً ببت في صفوف المعارضة، غير متوقع أن هذا الفتى سيكون عما قليل أقوى أعدائه.
وفي ١٩ أكتوبر ١٧٨١ استسلم اللورد كورنواليس لواشنطن في يوركتاون.