للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولكن هذا لم يحل بينه وبين الحصول على وظائف شرفية مجزية في الإدارة الحكومية، أو الجلوس والنوم في مجلس العموم من ١٧٤٧ إلى ١٧٨٠، وكان له العديد من الأصدقاء، ولكنه لم يتزوج قط. وكان ولوعاً بمشاهدة تنفيذ أحكام الإعدام، ولكنه تغيب عن مشهد إعدام رجل كان سمياً لتشارلز جيمس فوكس، عدوه السياسي الذي كان يتطلع إلى رؤيته يتأرجح على حبل المشنقة-قال "أنني حريص على ألا أحضر "البروفات" أبداً" (١٢). وقد ظل هو وهوراس ولبول صديقين حميمين طوال ثلاثة وستين عاماً دون أن تكدر صفو صداقتهما سحابة أو امرأة.

أما الذين لم يستمتعوا بمناظر الإعدام فكان في وسعهم أن يتخيروا ما طاب لهم من بين عشرات الملاهي الأخرى، من لعبة الورق المسماة "هويست" أو مشاهدة قتال الطيور، إلى سباقات الحفل أو النزال بين خصوم للظفر بجائزة. وكان الكريكت الآن اللعبة القومية. وكان الفقراء يبددون أجورهم في الحانات، والأغنياء يقامرون بثرواتهم في الأندية أو البيوت الخاصة ويقول ولبول عن جلسة قمار في بيت الليدي هرتفورد "إنني خسرت ستة وخمسين جنيهاً في لحظات" (١٣). وقد أطلق جيمس جلراي، في رسومه الكاريكاتورية الشهيرة على أمثال هؤلاء المضيفات "بنات فرعون" (١٤) (١) وكان تقبل الخسائر في هدوء أول الصفات المطلوبة في الرجل الإنجليزي المهذب، حتى ولو انتهى به الأمر إلى إطلاق الرصاص على رأسه.

ولقد كان ذلك العالم عالم الرجل، قانونياً واجتماعياً وأخلاقياً. فكان الرجال يستمتعون بمعظم لذاتهم الاجتماعية مع غيرهم من الرجال، ولم ينظم لعضوية الجنسين حتى عام ١٧٧٠. وكان الرجال يثبطون الثقافة والفكر في النساء، ثم يشكون من عجز النساء عن الحديث المثقف. ومع ذلك وفقت بعض النساء في تثقيف عقولهن. فتعلمت السيدة إليزابث كارتر التكلم باللاتينية والفرنسية والإيطالية والألمانية، ودرست العبرية والبرتغالية


(١) هناك تورية في كلمة Faro التي قد تعني فرعون Pharaoh أو لعبة من ألعاب الورق (الفرعونية): المترجم.