للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والعربية، وترجمت ابكتيتس بدراية باليونانية ظفرت بثناء جونسون. وقد احتجت على عزوف الرجال عن مناقشة الأفكار مع النساء، وكانت إحدى السيدات اللائي جعلن "ذوات الجوارب الزرقاء" (أي النساء المثقفات) حديث المثقفين من أهل لندن.

وقد أطلق هذا اللقب أول مرة على الاجتماعات المخلطة في بيت السيدة اليزابث فزي بشارع هرتفورد بحي مايفير. في هذه اللقاءات المسائية حظر لعب الورق وشجع النقاش في الأدب. والتقت السيدة فزي ذات يوم ببنيامين ستيلنجفليت، الذي اشتهر فترة قصيرة بأنه شاعر وعالم نباتي وفيلسوف، فدعته إلى حفل استقبالها القادم، فاعتذر بأنه لا يملك ملابس تصلح لأن يحضر بها حفلة. وكان يرتدي جورباً أزرق. فقالت له "لا تهتم باللباس، تعال لابساً جواربك الزرقاء". وذهب. ويروي بوزويل "أن حديثه كان غاية في الروعة حتى … ألف القوم أن يقولوا .. "لا نفعل شيئاً بدون الجوارب الزرقاء"، وهكذا ثبت اللقب شيئاً فشيئاً" (١٥)، وأصبح يطلق على جماعة السيدة فزي "جماعة الجوارب الزرقاء" Bas Bleu Society. وكان يختلف إليهم جاريك وولبول، وذات مساء روع جونسن الحاضرين جميعاً بحديث من أحاديثه الفخمة الطنانة.

أما "ملكة الزرق" كما لقبها جونسون فهي إليزابث روبنسن مونتاجيو. وكانت زوجة إدوارد مونتاجيو، حفيد إيرل ساندوتش الأول وقريب إدوارد ورتلي مونتاجيو، زوج السيدة ماري الهوائية التي نوهنا بها في صفحات سالفة (١٦). وكانت إليزابث مفكرة، ودارسة، ومؤلفة، وقد دافع مقالها "كتابات شكسبير وعبقريته" (١٧٦٩) في سخط عن الشاعر القومي ضد نقد فولتير القاسي. وكانت غنية في وسعها أن تضيف زوارها على مستوى رفيع. وقد جعلت من الحجرة الصينية التي في بيتها الواقع في ميدان باركلي الملتقى المحبب لمفكري لندن وحسانها، فأم الندوة رينولدز وجونسون وبيرك وجولدسمث وجاريك وهوراس ولبول وفاني وبيرني وهانا مور؛ وهناك التقى الفنون بالمحامين، والأساقفة بالفلاسفة، والشعراء بالسفراء. وكان "الطاهي البارع" الذي استخدمته السيدة مونتاجيو يطهو لهم من الطعام