للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد زكا المعيار الأخلاقي المزدوج. فكانت مئات المواخير ترفه عن الرجال المنتفخين، ولكن هؤلاء الرجال كانوا يسمون انعدام العفة في المرأة جريمة لا يكفر عنها غير الموت. فانظر إلى جولدسمث الرقيق يقول؛ "إذا تدنت امرأة جميلة إلى إتيان الحماقة ثم اكتشفت بعد الأوان أن الرجال خوافون-فأي تميمة تستطيع أن تهدئ اكتئابها، وأي حيلة يمكن أن تمحو ذنبها؟ لا حيلة تجدي لإخفاء ذنبها، ولمواراة عارها عن أعين الناظرين، ولإتاحة الندم لحبيبها وإشعاره بالوجيعة-لا حيلة إلا الموت" (٢١).

وقد نصحوا بالزواج الباكر واقياً من هذه الكوارث وأجاز القانون زواج البنات في الثانية عشرة، والصبيان في الرابعة عشرة. وتزوج معظم نساء الطبقات المتعلمة صغاراً وأجلن انحرافاتهن، ولكن المعيار المزدوج كان يكبح جماحهن. استمع إلى جونسون يقول في الزنا (١٧٦٨): "أن اختلاط الأنساب لب هذه الجريمة، فالمرأة التي تحنث بعهود الزواج أشد إجراماً من الرجل الحانث بعهوده. حقاً أن الرجل مجرم أمام الله، ولكنه لا يؤذي إمأته أذى بالغاً جداً إن لم يهنها، أي إذا تسلل مثلاً إلى مخدعها لفرط شهوته. على الزوجة يا سيدي ألا يسوئها هذا كثيراً. ولن أستقبل في بيتي ابنة لي هربت من زوجها لهذا السبب. وينبغي للزوجة أن تحاول إصلاح حال زوجها ببذل المزيد من الاهتمام بإرضائه. سيدي، أن الرجل لن يترك زوجته حتى في حالة واحدة من مائة حالة، ويذهب إلى مومس، ما لم تهمل زوجته في إمتاعه" (٢٢).

وكانت الفكرة المسلم بأنها شيء عادي تماماً في حلقة بوزويل وأصحابه هي أن يختلف الرجل إلى المومسات بين الحين والحين. وكان الزنا في الطبقة الأرستقراطية-وحتى في الأسرة المالكة-واسع الانتشار. فكان الدوق