جرافتن يعاشر نانسي بارسونز علانية وهو كبير الوزراء، ويصحبها إلى الأوبرا على مرأى من الملكة (٢٣). أما الطلاق فنادر، ولا سبيل للحصول عليه إلا بقانون برلماني، ولما كان هذا يكلف "عدة آلاف من الجنيهات" فإنه كان ترف الأغنياء، ولم يسجل في الفترة من ١٦٧٠ إلى ١٨٠٠ غير ١٣٢ إذن بالطلاق (٢٤). وكان الظن بوجه عام أن أخلاق العامة خير من أخلاق أشرافهم، ولكن جونسن ذهب إلى العكس (١٧٧٨): "لا يقل الزنا والخيانة والزوجية بين الزارع عنهما بين النبلاء" و "على قدر ما لاحظت، كلما علا مقام السيدات وازددن ثراء، كن أفضل تهذيباً وأكثر عفة"(٢٥). وقد صور أدب ذلك العصر الفلاح، كما نرى في فيلدنج وبيرنز، يشارك كل نهاية أسبوع تقريباً في الحفلات الصاخبة ويسرف في الشراب، وينفق نصف أجره في الحانات، وبعضه على المومسات. ولقد كانت كل طبقة تأثم وفق طرائقها ومواردها.
وكان الفقراء يقتتلون بقبضات أيديهم وبالنبابيت، والأغنياء بالطبنجات والسيوف. وكانت المبارزة مسألة تتصل بالشرف في طبقة النبلاء. فقد بارز فوكس آدم، وشلبيرن فولرتن، وبت الثاني تيرني؛ وكان عسيراً على المرء أن يجوز حياة النبالة دون جرح واحد على الأقل. وتشهد القصص الكثيرة على هدوء السادة البريطانيين ورباطة جأشهم في هذه اللقاءات. وقد أكد اللورد شلبيرن لشاهديه اللذين ساورهما القلق حين أصابه جرح في أصل فخذه "لست أظن أن الليدي شلبيرن سيزيدها هذا الجرح سوءاً"(٢٦).
وشر من تجلل الأخلاق الجنسية ما شاع من ضراوة الاستغلال الصناعي: ذلك الاستهلاك القاسي للحياة الإنسانية في سبيل التكالب على الأرباح؛ واستخدم الأطفال في سن السادسة في المصانع أو تطهير المداخن؛ وإفقار الآلاف من الرجال والنساء فقراً مدقعاً يكرههم على بيع أنفسهم إلى العبودية لا أجر لها نظير الرحلة إلى أمريكا؛ والحماية الحكومية لتجارة الرقيق باعتبارها مصدراً غالباً من مصادر ثروة إنجلترا.
وكان التجار يبحرون إلى أفريقيا من لفربول وبرستل ولندن-كما