شعثاً يرتعدون خوفاً (٤٩). ودخل جوردن وثمانية من اتباعه مجلس العموم، وقدموا ملتمساً، قيل أنه يحمل ١٢٠. ٠٠٠ توقيع، يدعو لإلغاء القانون، ويطالب بإجراء عاجل هو البديل الوحيد لغزو الغوغاء للمجلس. فقاوم الأعضاء، وأرسلوا في طلب الجند لكبح جماح الغوغاء، وغلقوا جميع الأبواب، وأعلن قريب لجوردن أنه قاتله في اللحظة التي يقتحم فيها القاعة دخيل، ثم وافق المجلس على رفع الجلسة حتى ٦ يونيو. ووصل الجند وأفسحوا طريقاً للأعضاء ليعودوا إلى بيوتهم. وأتلفت محتويات كنيستين كاثوليكيتين تخصان قساوسة سردينيين وباقاريين، وكوم أثاثهما في نار أشعلت في الشوارع. ثم تفرق الجمع، ولكن في ٥ يونيو نهب القائمون بالشغب كنائس أجنبية أخرى وأحرقوا عدة بيوت خاصة.
وفي ٦ يونيو عاد الغوغاء إلى التجمع، واقتحموا سجن نيوجيت، وأطلقوا سراح السجناء، واستولوا على ترسانة سلاح، وساروا وهم مسلحون مخترقين شوارع العاصمة. وتحصن النبلاء بمتاريس في بيوتهم. وهنأ هوراس ولبول نفسه على حمايته دوقة في "قلعته" بميدان باركلي (٥٠). وفي ٧ يونيو نهب وأحرق المزيد من البيوت، واقتحم الرعاع معامل تقطير الخمور، وأطفأوا ظمأهم بغير قيود، واحترق نفر منهم وهم رقود سكارى في الأبنية المحترقة. ورفض قضاة لندن المخول لهم وحدهم السلطة القانونية على الحرس البلدي أن يأمروهم بإطلاق النار على الجمع. واستنفر جورج الثالث مليشيا المواطنين، وأمرهم بإطلاق النار كلما استعمل الرعاع العنف أو هددوا باستعماله. وظفر عضو البلدية جون ولكس بالعفو من الملك، وفقد شعبيته لدى الجماهير، إذ امتطى جواداً وانضم إلى المليشيا في محاولة تفريق الجمع. فلما هاجم المشاغبون المليشيا أطلقوا الرصاص فقتلوا منهم اثنين وعشرين، ولاذ الباقون بالفرار.
وفي ٩ يونيو اندلعت الفتنة من جديد ونهبت البيوت وأحرقت-سواء الكاثوليكية أو البروتستانتية، ومنع جنود الإطفاء من إخماد النيران (٥١). وأخمد الجند الفتنة بعد أن قتل فيها ٢٨٥ رجلاً وجرح ١٧٣؛ وقبض على