ليلة في ذات الأسبوعين، وأدى الأدوار الرئيسية سبرانجو باري وسوزانا كبر في مسرح كوفنت جاردن، وجاريك ومس بيلامي في مسرح دورري لين. ثم كان لصموئيل فوت مسرحه الصغير في هايماركت، حيث تخصص في التقليد الهجاء، وكانت تقليداته لجاريك شقاء طال أمده في حياة ديفد.
ولم تشهد خشبة المسرح الإنجليزي قط من قبل هذا العدد الغفير من الممثلين الأفذاذ. وقد استهل تشارلز ماكلين هذا العصر المجيد في ١٧٤١ بإخراجه تمثيليات شكسبير؛ وكان أول ممثل قدم شيلوك شخصية جادة وإن ظل وغداً لا يرحم (ولم يمثل شيلوك بشيء من العطف حتى جاء هنري إرفنج). ثم اختتم جون فيليب كمبل هذا الإحياء الشكسبيري الذي استغرق قرناً كاملاً. وكانت أعظم ساعات تجلبه حين مثل هو وأخته ساره مسرحية مكبث على مسرح دورري لين في ١٧٨٥.
وازدانت خشبة المسرح الآن بنفر من الممثلات الجديرات بالذكر. منهن بج وفنتن التي وهبت الجمال المثير في قوامها وطلعتها، ولكنها عاشت عيشة منحلة، وأصابتها النقطة في منتصف التمثيلية (١٧٥٧) وماتت قبل أوانها غير متجاوزة السادسة والأربعين (١٧٦٠). ثم كتي كلايف التي ظلت تمثل مع فرقة جاريك اثنتين وعشرين سنة، وقد أدهشت لندن بأخلاقها التي كانت مضرب المثل، وبعد أن هجرت خشبة المسرح (١٧٦٩) عاشت ست عشرة سنة في بيت أعطاها إياه هوراس ولبول في تويكنام. أما مسز هانا برتشارد فكانت تحتل مكان الصدارة بين الممثلات التراجيديات قبل أن تبزها مسز سيدونز في أداء دور الليدي مكبث؛ وقد أفنت عمرها في التمثيل، ولم تقرأ كتاباً قط (فيما روى)؛ وقد وصفها جونسون بأنها "بلهاء مهملة"(٧٢)، ولكنها عمرت بعد الكثيرات من الحسان، وظلت تمثل حتى قبل موتها ببضعة شهور. وتألقت مسز فرانسيس آبنجتن في أدوار بياتريس وبورشيا، وأوليفيا، وديدمونه، ولكن أشهر أدوارها كان دور الليدي تيزل في مسرحية "مدرسة الفضائح"، وقد اكتسبت ماري روبنسون اسمها الشعبي "برديتا" بفضل إجادتها تمثيل ذلك الدور في "قصة الشتاء"؛