وكانت خليلة لأمير ويلز وغيره من العشاق الأقل شأناً، وصورها رينزلدز وجينزبرو ورومني.
أما ربة المسرح الواعية بقدرها فكانت سارة كمبل سيدونز. ولدت لممثل جوال في خان بويلز (١٧٥٥). وتزوجت في الثامنة عشرة بالممثل وليم سيدونز، ثم لمعت وهي في التاسعة عشرة في مسرحية أوترواي "فينيسيا المصونة". ثم استخدمها جاريك بعد سنة، ولكن النقاد حكموا بأن "قدرتها لا ترقى إلى مستوى المسرح اللندني"، ونصحها هنري وودوارد الذي كان يمثل الأدوار الهزلية لجاريك بأن تعود إلى مسارح الريف فترة. ففعلت، وظلت ست سنوات تمثل في البنادر. فلما أن دعيت ثانية إلى دروري لين عام ١٧٨٢، أدهشت كل إنسان بتطورها ممثلة. وكانت البادئة بارتداء زي العهد الذي تمثله في أدوارها. ولم يلبث جاريك أن فضلها في تمثيل الأدوار الشكسبيرية، وبهتت لندن من الجلال والأسى اللذين سمت بهما بدور الليدي مكبث. وقد اكتسبت حياتها الخاصة احترام وصداقة كبار معاصريها، وكتب جونسون اسمه على هدب ثوبها في اللوحة التي صورها فيها رينولدز ربة للمأساة، وقد وقع من نفسه "بالغ تواضعها وكياستها" حين زارته (٧٣). وواصل أخوان وأخت لها واثنتان من بنات اخوتها مشاركة أسرة كمبل في المسرح حتى ١٨٩٣، وبفضلها وبفضل جاريك ارتفع مقام الممثلين الاجتماعي، وحتى في بلد كإنجلترا جعل من الفوارق الطبقية روح الحكومة وأداتها.
ب- جاريك
كل الذين عرفوا أخبار جونسون يذكرون أن ديفد جاريك ولد في لتشفيلد (١٧١٧)، والتحق بمدرسة جونسون في ايديال (١٧٣٦)، ورافقه في هجرتهما التاريخية إلى لندن (١٧٣٧). وإذ كان يصغر جونسون بسبع سنين، فإنه لم يكسب قط صداقة جونسون الكاملة، لأن أكبر الرجلين سناً لم يستطع أن يغفر لديفد كونه ممثلاً وغنياً.