له، فأوفداه إلى لندن ليتلمذ على توماس هدسن، وهو رجل ديفوني تزوج بابنة رتشاردسن وكان يومها أروج مصور للأشخاص في إنجلترا. وفي ١٧٤٦ مات أبوه، وأقام الفنان الشاب مع أختيه في بلدة هي اليوم بليمث. في ذلك الثغر الشهير التقى بالملاحين وضباط البحرية وصورهم وكون صداقات غالية. فلما كلف الكابتن أوجستس كيبل بحمل الهدايا إلى داي الجزائر، عرض على جوشوا أن ينقله مجاناً إلى مينورقة، لأنه علم لأن الشاب يتوق للدرس في إيطاليا. ومن مينورقة شق رينولدز طريقه إلى روما (١٧٥٠).
وأقام بإيطاليا ثلاث سنين يرسم وينسخ الصور. وجهد ليكتشف الطرق التي استعملها ميكل أنجيلو وروفائيل في حذقهما للخط واللون والضوء والظل والنسيج والعمق والتعبير والمزاج. وقد دفع الثمن، فبينما كان ينسخ روفائيل في بعض حجرات الفاتيكان غير المدفأة أصيب ببرد وأنه أضر بأذنه الداخلية. ثم انتقل إلى البندقية، حيث درس تتسيانو، وتنتوريتو، وفيرونيزي، وتعلم كيف يضفي وقار الأدواج البنادقة على أي إنسان يصوره. وفي طريق عودته إلى وطنه توقف شهراً في باريس، ولكنه وجد في فن التصوير الفرنسي المعاصر من الأنوثة ما لا يسيغه ذوقه. وبعد أن قضى شهراً في ديفون استقر به المقام مع أخته فرانسيس في لندن (١٧٥٣)، وهناك أقام ما بقي من عمره.
وللتو تقريباً استرعى الأنظار بصورة أخرى للكابتن كبيل (١٧) -وسيماً متحمساً، آمراً ناهياً؛ هنا أعيد التقليد الفانديكي حتى تصبح اللوحات صوراً متألقة للأرستقراطية. ولم يمضي عامان حتى بلغ عدد زبائنه ١٢٠ زبوناً، واعترف به القوم أبرع مصور في إنجلترا. وكان عيبه التيسير. فقد أصبح شديد الاستغراق والخبرة بتصوير الأشخاص حتى افتقد الوقت والمهارة لرسم الصور التاريخية أو الأسطورية أو الدينية. وقد أجاد رسم بعضها، مثل "الأسرة المقدسة" و "ربات الحسن الثلاثة"(١٨) ولكن الهامة لم يكن فيها. كذلك لم يكن بزبائنه حاجة إلى هذه الصور، فقد كانوا كلهم تقريباً بروتستانتاً يستنكرون الصور الدينية لأنها تشجع عبادة الأوثان فيما يزعمون؛ وقد أحبوا الطبيعة، ولكنهم أحبوها ذيلاً تلحق به أشخاصهم