أو رحلات، وكانوا يتمنون أن يروا أنفسهم دائمي الشباب على جدرانهم، مخلفين انطباعاً قوياً على ذراريهم. ومن ثم أقبلوا على رينولدز، ألفان منهم عدداً، وأرسلوا إليه أزواجهم وأبناءهم، وأحياناً كلابهم. ولم ينصرف أحد من هؤلاء حزيناً، لأن خيال رينولدز اللطيف استطاع دائماً أن يعوضهم عما حرمتهم الطبيعة.
ولم يحدث على مدى التاريخ أن حفظ جيل أو طبقة حفظاً كاملاً كذلك الذي تراه في لوحات رينولدز الباقية وعددها ٦٣٠ "فهنا رجال الدولة الذين عاشوا في ذلك العصر المفعم حيوية: هنا بيوت في مهرجان من اللون (١٩)، وبيرك في اكتئاب عاجله وهو بعد في الثامنة والثلاثين، وفوكس مستكرشاً، حزيناً، هماماً في الرابعة والأربعين … وهنا الكتاب: ولبول، وستيرن، وجولد سمث (٢٠) وهو يبدو حقيقة مثل "بل المسكين"، وجبون بوجنتيه الممتلئتين اللتين حسبتهما المركيزة دودفان-التي لم تبصر إلا بيديها-مقعدة طفل"(٢١) وبوزويل (٢٢) فخوراً كأنه خلق جونسون، ثم جونسون نفسه، مصوراً في حب خمس مرات، وجاساً في ١٧٧٢ إلى رينولدز ليرسم له أشهر ما رسم من صور الرجال (٢٣). وهنا أعلام المسرح: جاريك "نهباً بين ربتي التراجيديا والكوميديا المتنافستين"، وماري روبنسن في دور برديتا، والسيدة آبنتن في دور ربة الكوميديا، وسارة سيدونز في دور ربة التراجيديا (٢٤)، وقد نقد أحد المتحمسين رينولدز سبعمائة جنيه (١٨. ٢٠٠ دولار؟) ثمناً لهذه الرائعة الفاخرة.
ويغلب على هذا المتحف الذي لا ضريب له كثرة عدد النبلاء-أولئك الذين أعطوا نظاماً اجتماعياً لشعب نزاع إلى الفردية، واستراتيجية ظافرة للسياسة الخارجية، ودستوراً مقيداً للملك فانظر إليهم أول الأمر في صباهم الحلو، كصورة توماس لستر ذي الأثني عشر ربيعاً-هذه الصورة التي رسمها رينزلدز واسمها "الصبي الأسمر" تتحدى صورة "الصبي الأزرق" التي رسمها جنينزبرو. ثم أوجسطس كبيل ذاته الذي كان رائع السمت وهو كابتن في ١٧٥٣، ولكنه انتفخ كثيراً وهو أميرال في ١٧٨٠. وقد وفق