للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالقبلات أصوات الناخبين لفوكس لانتخابات البرلمان) مع ابنتها ذات السنين الثلاث، وهي جورجيانا أخرى أصبحت فيما بعد كونتيسة كارليل (٣٠).

وأخيراً، وربما أكثرهن جميعاً جاذبية، الأطفال أنفسهم، متحف كامل منهم، وكلهم تقريباً رسمه متفرداً كروح لا تكرار لها، وفهمه بتعاطف في تساؤل الصبي وعدم اطمئنانه. ويعرف العالم رائعة رينولدز في هذا القطاع، وهي "عصر البراءة" (٣١)، التي رسمها في ١٧٨٨، في آخر سني إبصاره؛ بيد أن السرعة التي بلغ جمالها في الوصف رسمها في ١٧٥٨ للورد روبرت سبنسر وهو في الحادية عشرة (٣٢). وبعدها راح يرسم الأطفال في كل عمر: في سنتها الأولى الأميرة صوغيا ماتيلده؛ وفي سنته الثانية الغلام وين مع حمله؛ وفي الثالثة الآنسة باولز مع كلبها؛ وفي الرابعة الغلام كريوي في تقليد كامل لهنري الثمن؛ وفي نحو هذه السن "الفتاة بائعة الفراولة" (٣٣)؛ وفي الخامسة ولدا بروميل، وليم وجورج (الذي أصبح فيما بعد يلقب "بو بروميل")؛ وفي السادسة الأمير وليم فردريك؛ وفي السابعة اللورد جورج كونواي؛ وفي الثامنة الليدي كارولين هوارد؛ وفي التاسعة فردريك، ايرل كارليل؛ وهكذا قدما إلى الشباب والزواج والإنجاب.

وقد اعترف رينولدز بإيثاره زبائنه من ذوي الألقاب، "أن التدرج البطيء للأشياء بالطبع يجعل الأناقة والتهذيب آخر أثار الغنى والسلطة" (٣٤) ولا قبل إلا الأغنياء بدفع الجنيهات الثلاثمائة التي يطلبها أجراً عن "لوحة كاملة الطول مع طفلين" (٣٥). أياً كان المر، فإنه كان قد وقه على منجم ذهب، وما لبث دخله أن ارتفع إلى ١٦. ٠٠٠ جنيه في العام. وفي ١٧٦٠ اشترى بيتاً في رقم ١٧ ميدان لستر، وكان يومها أرقى أحياء لندن، فأثثه تأثيثاً فاخراً، وجمع له الصور من صنع قدامى الفنانين، واتخذ مرسماً له قاعة في سعة صالة الرقص. وكان للي مركبته الخاصة، تجملها اللوحات المرسومة والعجلات المذهبة، وطلب إلى أخته أن تركبها طائفة بالمدينة، لأنه كان يعتقد أن مثل هذا الإعلان عن الثراء كفيل بأن يأتي بالمزيد (٣٦).