أن القواعد أغلال تقيد العبقرية" (٤١) ويجب أن يمر التطور الطبيعي للفنان بمراحل ثلاث:
أولاً: مرحلة الوصاية-تعلم القواعد، والرسم، والتلوين، والتشكيل؛ ثانياً: دراسة كبار الفنانين الذين نالوا الاستحسان على طوال الزمن، وبطريق هذه الدراسات "تلتئم الآن أسباب الكمال المتناثرة بين مختلف الفانين في فكرة عامة واحدة تقضي إلى تعديل ذوق الطالب وتوسيع خياله. والمرحلة الثالثة والأخيرة تحرر الطالب من الخضوع لأي سلطان إلا ما يرى بنفسه أن العقل يؤيده (٤٢). وعندها فقط ينبغي له أن يجدد ويبدع. "فإذا أحسن إرساء حكمه وإثراء ذاكرته، استطاع أن يجرب قوة خياله دون أن يعروه خوف. والعقل الذي درب على هذا النحو يمكنه أن يشبع رغبته في الحماسة المفرطة ويغامر باللعب على حدود الأغراب الشديد"(٤٣).
وكان هوجارث قد رفض "قدامى الأساتذة" ولقبهم "الأساتذة السود"، وأشار بتصوير الطبيعة تصويراً واقعياً. أما رينولدز فذهب إلى أن هذه الخطوة ينبغي أن تكون مجرد إعداد لفن أكثر مثالية. "أن الطبيعة نفسها يجب عدم الغلو في نقلها .. ومطمح المصور الأصيل لا بد أن يكون أوسع من هذا. فبدلاً من محاولته الترويج عن البشر بالأحكام الدقيق لتقليده، عليه أن يحاول تحسينها بسمو أفكاره … وعليه أن يكافح لبلوغ الشهرة بأسره للخيال"(٤٤). أن كل شيء في الطبيعة ناقص قاصر عن إدراك الجمال، وفي صميمه عيب أو نقص ما، والفنان يتعلم أن يحذف هذه العيوب من إبداعاته، وهو يجمع في مثل أعلى واحد مزايا الكثير من الأشكال الناقصة؛ "أنه يصحح الطبيعة بذاتها، وحالتها الناقصة بحالتها الأكثر كمالاً .. وهذه الفكرة، فكرة الحالة الكاملة للطبيعة، التي يسميها الفنان "الجمال المثالي" هي المبدأ الرئيسي العظيم الذي تؤدي العمال العبقرية طبقاً له. ولكي يميز الفنان الناقص من الكامل، والرفيع من الخسيس، ولكي يدرب الخيال ويهذبه ويرفعه، يجب أن يثري نفسه بالأدب والفلسفة، وبـ "حديث الرجال المثقفين والمبدعين" (٤٥). وكذلك فعل رينولدز.