بحيث لا يستطيع المصور أن يجد تعبيراً يطول فترة تكفي للكشف عن الرجل. ولقي هذا العنت في تصوير صموئيل فوت، منافس جاريك. وصاح جينزبرو تباً لهما من وغدين! إن لهما وجه كل إنسان إلا وجههما" (٥٣) ثم وجد صعوبة مختلفة في تصوير السيدة سيدونز "لعن أنفك يا سيدتي! أنه بلا نهاية" (٥٤) وكان يصفو مزاجه مع النساء، فهو شديد الإحساس بجاذبيتهن الجنسية، ولكنه تسامى بها إلى شعر من الألوان الناعمة والعيون الحالمة.
فلما أن فاض لديه المال بعد نفقات مسكنه الغالية رسم المناظر الطبيعية التي كان الطلب على لوحاتها قليلاً. وكثيراً ما كان يضع زبائنه الجلوس. -أو الوقوف-ومن خلفهم منظر ريفي، كما نرى في لوحته "روبرت أندروز وزوجته" (التي بيعت بمبلغ ٣٦٤. ٠٠٠ دولار في مزاد ١٩٦٠). وإذ منعته زحمة العمل من الذهاب إلى الريف والرسم في مواجهة الطبيعة الحية، فقد جلب إلى مرسمه أصول الشجرة والحشائش البرية والأغصان والأزهار والحيوانات، ثم نظمها في لوحة (٥٥) -مع دمى ألبسها ثياباً لتبدو كأنها ناس، ومن هذه الأشياء؛ ومن ذكرياته، ومن خياله، رسم المناظر الطبيعية. وكان فيها نوع من الافتعال، وشكلية وانتظام ندر أن يوجدا في الطبيعة، ومع ذلك فالنتيجة أوحت بجو من شذى الريف وسكينته. وفي أخريات عمره رسم بعض "الصور الغريبة" التي لم يدع أنه توخى فيها الواقعية، ولكنه أطلق العنان لمزاجه الرومانتيكي؛ وفي إحداها، وهي "فتاة الكوخ ومعها كلب وإبريق" كل العاطفة التي تجيش بها لوحو جروز "الإبريق المكسور" وكلتا الصورتين رسمت في ١٧٨٥ (٥٦).
ولا يستطيع أن يقدر جينزبرو حق قدره غير فنان. كان في أيامه يعد أقل تقديراً من رينولدز، ويعاب على رسمه أنه مهمل، وعلى تكويناته أنها تفتقد الوحدة، وعلى أشكاله أنها غير صحيحة الأوضاع؛ ولكن رينولدز نفسه أثنى على التألق الخفيف الذي اتسم به تلوين مزاحمه. وكان يصاحب فن جينزبرو شعر وموسيقى لم يستطع مصور الأشخاص العظيم فهمه في حرارة، لقد كان لرينولدز عقل أكثر ذكورة، وتفوق على منافسه في رسم الرجال؛ أما جينزبرو فكان روحاً أكثر رومانسية، أثر تصوير النساء