والصبيان. لقد فاته التدريب الكلاسيكي الذي تلقاه رينولدز في إيطاليا، وافتقد الاتصالات المنبهة التي أثرت عقل رينولدز وفنه. وكان جينزبرو مقلاً في قراءته، قليل الاهتمامات الفكرية، يتجنب جماعة الأدباء والظرفاء الذين التفوا حول جونسون. وكان سمح النفس ولكنه متهور نزاع إلى الانتقاد، وما كان يمكن قط أن يستمع في صبر لمحاضرات رينولدز أو أحكام جونسون. ومع ذلك احتفظ بصداقة شريدان إلى النهاية.
فلما تقدم به العمر ران عليه الغم والاكتئاب، فالنفس الرومانسية تقف عاجزة أمام الموت ما لم تكن متدينة. وفي كثير من لوحات الطبيعة التي رسمها جينزبرو تقحم شجرة ميتة نفسها "تذكرة الموت" وسط الورق الغض والعشب الوافر. ولعله ظن أن السرطان يخترقه، وأحسن بمرارة متزايدة لفكرة عذاب يستطيل إلى هذا الحد. وقبل أن يموت بأيام كتب رسالة مصالحة إلى رينولدز وطلب إلى أكبر الرجلين أن يزوره. وجاء رينولدز، وتبادل الرجلان الحديث الودي وهما اللذان لم يتشاجرا بشخصيهما بقدر ما كانا موضوع نزاعات بين رجال أقل منهم شأناً. وحين افترقا قال جينزبرو "وداعاً حتى نلتقي في الآخرة، وفي صحبتنا فانديك"(٥٧) ومات في ٢ أغسطس ١٧٨٨ بالغاً الحادية والستين.
وشارك رينولدز شريدان في حمل جثمانه إلى فناء كنيسة كيو. وبعد أربعة أشهر أثنى عليه رينولدز في حديثه الرابع عشر ثناء منصفاً. وقد ذكر بصراحة العيوب كما ذكر الحسنات في فن جينزبرو، ولكنه أضاف "لو أتيح لهذه الأمة أن تنجب من العباقرة عدداً يكفي لإكسابنا الامتياز الرفيع، امتياز "مدرسة إنجليزية"، فإن اسم جينزبرو سينحدر إلى الأجيال القادمة، في تاريخ الفن، فناناً من الرعيل الأول في تلك المدرسة الصاعدة"(٥٨).
أما جورج رومني فقد كافح ليبلغ شعبية رينولدز وجينزبرو، ولكن عيوب تعليمه وخلقه ألزمته مكاناً اكثر تواضعاً. وقد افتقد التعليم المدرسي بعد الثانية عشرة، فاشتغل في ورشة نجارة أبيه بلانكاشير حتى بلغ التاسعة عشرة. وقد أكسبته رسومه المال الذي تلقى به دروساً في التصوير