للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من إدنبرة). وجاب مكفرسن واثنان من الدارسين الغيليين أرجاء المرتفعات الاسكتلندية وجزر الهيريد، وجمعوا المخطوطات القديمة، وفي ١٧٦٢ نشر مكفرسن كتابه "فنجال، ملحمة قديمة في ستة أجزاء … ألفها أوسيان، بن فنجال، وترجمت عن اللغة الغيلية". وبعد عام نشر ملحمة أخرى، اسمها "تيمورا" زعم أنها من تأليف أوسيان، وفي ١٧٦٥ نشر الملحمتين بعنوان "أعمال أوسيان".

أما أوسيان هذا فهو كما تزعم الأسطورة (الإيرلندية والأسكتلندية) الابن الشاعر للمحارب فن ماكومهيل (٣٢)، ويروون أنه عمر ثلاثمائة سنة، وامتد به الأجل حتى أعرب عن معارضته الوثنية للاهوت الجديد المجلوب إلى إيرلندة على يد القديس باتريك. وبعض القصائد المنسوبة له احتفظ بها في ثلاثة مخطوطات من القرن الخامس عشر، خصوصاً في "كتاب لزمور" الذي جمعه جيمس ماكريجور في ١٥١٢، وكان مكفرسن يملك هذه المخطوطات (٣٣). وقد روى فنجال كيف دعا المقاتل الشاب، بعد أن هزم غزاة إيرلندة الأسكتلنديين، هؤلاء الغزاة إلى مأدبة ونشيد سلام. والقصة مروية رواية تنبض بالحياة، يدفئها تغزل الاسكتلنديين في الفتيات الإيرلنديات. ويقول أحد المقاتلين لمورنا ابنة الملك كورماك ما أشبهك بالثلج فوق المرج. أن شعرك كضباب كروملا حين يتجعد فوق الربى، حين يتألق لشعاع الغرب! ونهداك صخرتان ناعمتان تريان من "برانو" ذي الجداول، وذراعاك كعمودين ناصعي البياض في أبهاء فنجال العظيم" (٣٤). ثم نلتقي بنهود أخرى، أقل تحجراً: "نهد أبيض" و" نهد نافر" و "نهد ممتلئ" (٣٥)، وهي تلهي القارئ قليلاً، ولكن القصة لا تلبث أن تنصرف عن الحب إلى أحقاد الحرب.

وأثار "أوسيان" مكفرسن ضجة في إسكتلندة، وإنجلترا، وفرنسا، وألمانيا. فرحب به الاسكتلنديين صفحة من ماضيهم الوسيط البطولي، وكانت إنجلترا مهيأة لتقبل رومانس الأسطورة الغيلية وهي التي كانت في ١٧٦٥ ترحب بكتاب يرسي "مخلفات من الشعر الإنجليزي القديم". أما جوته فقد أرانا في ختما "آلام فرتر" (١٧٧٤) بطله يقرأ للوتى ست