الثقيلة، والفلسفة الغارقة في الدرس، أروع المباهج البشرية" (٦١). وفي الخامسة عشرة التقى بـ "ملاك" ثان وسهر الليالي المحمومة مفكراً بها .. وقد استحضر أخوه إلى الذهن أن "تعلق روبرت بالنساء اشتد كثيراً، وكان دائماً ضحية حسناء تسترقه" (٦٢).
وفي ١٧٧٧ وفي نوبة من الشجاعة المستهترة، استأجر وليم بيرنز مزرعة لوخلي، ومساحتها ١٣٠ فداناً، وفي تاربولتن، التي تعاقد على أن يدفع فيها ١٣٠ جنيهاً في العام. وأصبح روبرت الذي بلغ الآن الثامنة عشرة، والذي كان أكبر أبناء سبعة، العامل الأول في المزرعة لأن وليم شاخ قبل الأوان بعد أن حطمه الكد الذي لا غناء فيه. وقد باعد بين الوالد والولد غلو الأول في البيورتانية، وانفتاح الآخر على ناموس أرحب. وتردد روبرت على مدرسة للرقص رغم منع أبيه له. قال الشاعر ذاكراً تلك الحقبة "ومن مثل التمرد ذاك شعر بضرب من الكراهية لي، وكان هذا في اعتقادي من أسباب ذلك الفسق الذي اتسمت به سنواتي المستقبلة" (٦٣): وحين بلغ روبرت الرابعة والعشرين انضم إلى محفل ماسوني. وفي ١٧٨٣ صودرت المزرعة للتخلف في دفع الإيجار. وكتل روبرت وأخوه جلبرت مواردهما الضئيلة ليستأجروا مزرعة مساحتها ١١٨ فداناً نظير تسعين جنيهاً في العام، وراحا يكدحان فوقها أربع سنين ولا يصيبان منها غير سبعة جنيهات لكل منهما في العام لنفقاتهما الشخصية؛ وهناك عالا أبويهما وشقيقاتهما وأشقاءهما. ثم مات الأب بالسل في ١٧٨٤.
وقرأ روبرت في ليالي الشتاء الطويلة الكثير من الكتب، ومنها تواريخ روبرتسن، وفلسفة هيوم، والفردوس المفقود. "أعطني روحاً كروح بطلي المفضل، شيطان ملتن" (٦٤). فلما غاظته رقابة الكنيسة الاسكتلندية على الأخلاق لم يعز عليه أن ينبذ لاهوتها ويكتفي بإيمان غامض بالله والخلود. وقد سخر من أولئك "السنيين، الذين يؤمنون بيوحنا فوكس، "وخامره الظن بأن هؤلاء القساوسة كانوا فيما بين أيام الآحاد يأثمون خفية كما يأثم (٦٥). وقد وصف في قصيدة "المهرجان المقدس" (التي تدور حول اجتماع للإنعاش الديني (سلسلة من الوعاظ يذمون الخطيئة ويهددون