واتخذ له في لندن غرفة مريحة في داوننج ستريت. ولم يأت الخامس والعشرون من نوفمبر حتى شعر أنه "تعس حقاً لافتقاره إلى النساء"(٩٢)، ولكنه تذكر مرضه المعدي، ثم إن "أتعاب الجراحين في هذه المدينة باهظة"(٩٣). وعلى ذلك تجلد لحياة العفة "حتى أعثر على فتاة مأمونة، أو تحبني امرأة من نساء المجتمع العصري"(٩٤). وكان انطباعه عن لندن أنها تقدم كل لون من ألوان الغواني، "من السيدة الفخمة التي تتقاضى خمسين جنيهاً في الليلة إلى الحورية اللطيفة .... التي تسلم شخصها الجذاب لشرفك لقاء كوب من النبيذ وشلن واحد"(٩٥). واتصل بـ "ممثلة مليحة" تدعى لويزة، بدا له أن تمنعها الطويل يشهد بنظافتها الصحية. وأخيراً أغراها، وحقق نشوة مخمسة، "وقد صرحت بأنني أعجوبة"(٩٦). وبعد ثمانية أيام اكتشف أنه أصيب بالسيلان. وفي ٢٧ فبراير شعر أنه شفي، وفي ٢٥ مارس التقط مومساً من عرض الطريق و "باشرها وهو مدرع"(بكيس واق). وفي ٢٧ مارس "سمعت صلاة في كنيسة سانت ونستن" وفي ٣١ مارس "تمشيت في هايديارك وأخذت أول بغي لقيتها"(٩٧) وتسجل "يومية لندن" التي خلفها بوزويل أمثال هذه المغامرات خلال الشهور الأربعة التالية-في جسر وستمنستر، وفي حانة "هد تافرن" التي كان يرتادها شكسبير، وفي هايد بارك، وفي حانة على الستراند، وفي محاكم التمبل، وفي بيت الفتاة.
وهذا بالطبع ليس إلا جانباً واحداً في صورة رجل، وحشد هذه الأحداث المتفرقة في فقرة واحدة يعطي انطباعاً خاطئاً عن حياة بوزويل وخلقه. أما الجانب الأخر فهو "حبه الحار لعظماء الرجال"(٩٨). وأول صيد له في هذا كان جاريك، الذي استطاب مدائح بوزويل وأحبه لتوه. ولكن جيمس كان يتطلع إلى الذرى الشامخة. وكان قد سمع في إدنبرة توماس شريدان يصف لوذعية صموئيل جونسن وحديثه الدسم. فقال لنفسه إن لقاء هذا القمة في حياة لندن الأدبية سيكون "ضرباً من المجد".
وأعانته الصدفة على ما ينشد. ففي ١٦ مايو ١٧٦٣ كان بوزويل يشرب