الشاي في مكتبة الكتبي توماس ديفز بشارع رسل، وإذا "رجل ذو مظهر رهيب جداً" يدخل المكتبة. وتبين بوزويل شخصه من لوحة كان قد رسمها رينولدز لجونسن. فرجا ديفز ألا يبوح بأن وطنه إسكتلندة، ولكن ديفز باح بالسر "في خبث" للفور. ولم يفت جونسن لأن يلاحظ أن إسكتلندة بلد طيب يقدم منه الإنسان. وجفل بوزويل. ثم شكا جونسن من أن جاريك ضن عليه بتذكرة مجانية للآنسة وليمز لتحضر تمثيلية معروضة، وتجاسر بوزويل على أن يقول "سيدي، لست أستطيع الاعتقاد بأن مستر جاريك يضن عليك بمثل هذا الشيء التافه. " وهنا انقض جونسن عليه بقوله "سيدي، لقد عرفت ديفد جاريك زمناً أطول مما عرفته، ولست أرى لك حقاً في أن تكلمني في هذا الأمر". ولم يكن في هذا الجواب ما يبشر بصحبة مديدة. و "صعق" بوزويل و "أحس بالخزي"، ولكن بعد مزيد من الحديث "اقتنعت بأنه وإن كان في مسلكه خشونة، إلا أنه ليس في طبعه لؤم"(٩٩).
وبعد ثمانية أيام، وبتشجيع من ديفز وبدعم من جرأته الصفيقة، قدم بوزويل نفسه لجونسن في شقته بالأنر تمبل، فاستقبله في تلطف أن لم يكن في ظرف كثير. وفي ٢٥ يونيو تعشى الدب والشيل معاً بحانة الميتر في فليت ستريت "كنت فخوراً جداً بفكرة وجودي معه" وفي ٢٢ يوليو "خصصت لنا-أنا ومستر جونسن-غرفة في مشرب تيركس هد" ثم كتب بوزويل في يوميته "بعد هذا سأكتفي بتسجيل الذكريات الخاصة بمستر جونسن، والجديرة بالتسجيل، كلما طفت في ذاكرتي"(١٠٠) وهكذا بدأت هذه السيرة الرائعة.
ولما رحل بوزويل إلى هولندا (٦ أغسطس ١٧٦٣) ليدرس القانون استجابة لإلحاح أبيه، كان انسجام الأستاذ وتلميذه عظيماً حتى لقد رافق جونسن ذو الثالثة والخمسين بوزويل ذا الاثنين والعشرين إلى هاروبتش ليودعه عند رحيله.